|
حدث وتعليق كلنا يذكر كيف عجز الرئيس الاميركي جورج بوش عن تمرير قرار تعيينه كسفير لبلاده في الامم المتحدة امام الكونغرس , وكيف احتال على الامر , بإصدار القرار اثناء عطلة الكونغرس ووضعه امام الامر الواقع , وهو ما أثار حفيظة الكثير من الاميركيين , خصوصا انها من الحالات الاستثنائية التي يلجأ بها الرئيس لهذا الموقف. وجميعنا يذكر ان بولتون هذا كان ولايزال من اكثر المعارضين للامم المتحدة , واشد المتحمسين لاسرائىل لحد انه سبق في مواقفه اكثر قادتها دموية تجاه العرب.. والجميع في الامم المتحدة يشعر بالحرج حين يكون مضطرا للحديث معه.. وحتى الاوساط الاميركية المتابعة ينتابها ذلك الحرج وهي تتابع مواقفه وتصرفاته التي تظهر صهيونيته بشكل فاقع.. ومع ذلك يذهب فريق 14 اذار لتكريمه .. ومنحه درع الارز تحت شعار يلتقي في خطوطه العامة مع مايتكشف من خبايا واسرار تقف خلف الدوافع التي تقود هذا الفريق, وهو تكريم لم يقدم عليه احد من قبل .. ولا نعتقد ان احدا اخر قد يقدم عليه في المدى المنظور .. يبدو ان العصر الاميركي المتخم بالمفارقات اعتاد على تصدير كل ماينتجه , والاهم انه عوّد الذين يتمرغون في ثناياه على المفارقات .. وان كانت ممجوجة , وتأتي بلا خجل .. ولاحياء تتوهم ان غصن الارز المرسوم , يكفي للاستقواء بالعصا الاميركية , وبالنقطة الاكثر غلاظة فيها والتي يمثلها بولتون. المشهد لايحتاج للكثير من التعليق ولا الى الكثير من الشرح أو التفسير .. مفارقة جديدة تطل علينا من نيويورك ابطالها فريق 14 اذار وجون بولتون .. ولكن مشهد البطولة يحتاج لاستكمال فصوله , وبأن يعرج ممثلون ذلك الفريق في طريق عودتهم من نيويورك .. على شارون في غيبوبته , لمنحه درعا آخر كوسام على مجازره في صبرا وشاتيلا . الاسئلة كثيرة , من حق اللبنانيين الذين طرحوا الاسئلة عن سر هذا الاعجاب المطلق كما وصفوه والذي دفع بممثليه من الاكثرية للذهاب الى نيويورك , وان يسمعوا الاجابة , وان كانت واضحة لاتحتاج للكثير من العناء انها شراكة بين طرفين لا بد من تجسيدها في دروع وأوسمة وربما مكرمات قد يفصح عنها الغد القريب . وان اضطرهم الامر لان يكونوا ذلك الكومبارس .. |
|