|
دمشق وتحدث الدكتور بسام أبو عبد الله في الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور توفيق داوود عن الدور التركي ومحاولة إحياء السلطنة العثمانية، وقال: إن الإشكالية المهمة التي يجب الإشارة إليها هي أن نشوء السلطنة العثمانية يشبه إلى حد كبير نشوء كيان الاحتلال الإسرائيلي وأميركا، إذ قامت على الإبادات الجماعية للسكان الأصليين، وانتهاج سياسة النهب والاغتصاب، ولم يكن تبني أولئك لقضية الإسلام سوى واجهة ايديولوجية لإخفاء أهدافهم الحقيقية، واليوم أردوغان عاد لانتهاج النزعة التوسعية تحت مسمى العثمانية الجديدة الذي سينضج حسب منظريه في العام 2023 الذي يصادف الذكرى المئوية لسقوط السلطنة العثمانية. واستعرض أبو عبد الله مظاهر إعادة العثمانية الجديدة من خطاب الهيمنة الى التعليم الديني الإلزامي إلى موضوع الرموز السياسية وحتى التراث المعماري والمراسم الرسمية، والأهم من ذلك كله هو الصلاحيات الرئاسية التي تشبه صلاحيات السلاطين، مشيرة الى شخصية اردوغان الاستبدادية الإقصائية والتي لا تعترف بالآخر. بدروه أكد العميد أمين حطيط من لبنان أن الحرائق الجهنمية التي أضرمت في أوطاننا تحت عنوان مزور اسمه «الربيع العربي» جاءت تنفيذاً لمشروع خارجي يتقاطع مع طموحات إقليمية شيطانية، للعبث بمصير المنطقة وتهديد الإنسان فيها وجوداً وهوية وطنية. وقد استعرض حطيط عناصر الهوية الوطنية وحددها بالعناصر الضرورية والعناصر التكميلية، مبيناً كيفية مواجهة الأخطار الخارجية والآليات التي يجب اتباعها في هذا الخصوص. وتحدث حطيط عن الكيانات الخليجية من حيث أنها تقوم بمهمة وظيفية خدمة للمشروع الصهيوأميركي في المنطقة من خلال ضرب الدول العربية القوية المركزية ذات الموقع الريادي في قيادة الأمة العربية وهي سورية ومصر والعراق والجزائر، وكذلك منع تشكل الموقف العربي المشترك المناهض لأميركا والصهيونية وتفكيك حركات المقاومة. وفي الجلسة الثانية التي ترأسها عطية مسوح أكد أبو الفضل صالحي نيا المستشار الثقافي للسفارة الإيرانية بدمشق في محاضرتة بعنوان «مشروعنا في مواجهة مشاريعهم لإحياء هويتنا الحضارية» أن الهوية الوطنية تعود بجذورها إلى عمق التاريخ حيث تتشكل تدريجياً من الثقافة والفن والعادات والسنن المشتركة للمجتمع، وقال: إن الهوية الوطنية ليست مستوردة ولا يمكن استيرادها أو فرضها على المجتمع بالقوة. وأشار صالحي نيا إلى أن الأعداء توجهوا إلى خيار الحرب الناعمة بأشكالها المتنوعة الثقافية والإعلامية والنفسية لاستهداف تماسك مجتمعنا والنسيج الوطني لدولنا لتحقيق أهدافهم العدوانية بعدما فشلوا في الحرب العسكرية المباشرة كما في حرب تموز 2006. وختم صالحي نيا بالقول: إن محور المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى واستطاع أن يفشل مشروع تفكيك دول المنطقة، من خلال تحقيق هذا المحور حتى الآن إنجازات نوعية في شتى المجالات العسكرية والعلمية والتقنية والصناعية وهو ما اعترفت به المؤسسات الدولية المختصة. من جانبها تحدثت الدكتورة أشواق عباس عن الدور الروسي في فتح آفاق جديدة في النظام العالمي وأشارت الى تمكن روسيا من إعادة إنتاج بنية من العلاقات تضع موسكو بموقع القطب الوحيد الذي لديه علاقات مع كل الأطراف الدولية على عكس الولايات المتحدة الأميركية، وساقت مثالاً على ذلك دورها في الوقوف إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب وكيفية تواصلها مع جميع الأطراف. |
|