تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أفغانستان.. انتفاضة الشعب ضد الاحتلال الأميركي

عن موقع WSWS.ORG
ترجمة
الأربعاء 14-3-2012
ترجمة: حسن حسن

تشهد الاحتجاجات الأفغانية العارمة أمام المنشآت العسكرية الأميركية وحلف الأطلسي بعد حرق نسخ من القرآن الكريم في قاعدة باغرام الجوية، على الحقد الشديد الذي يكنه الشعب الأفغاني للاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة وقد دخل عامه الحادي عشر.

بعد أن شهد العمال عملية تدنيس نسخ القرآن، انتشر الخبر بسرعة الهشيم في أنحاء البلاد، وقد تعرضت القواعد الأميركية والمنشآت التابعة للحلف الأطلسي لهجوم شديد، حتى تلك الواقعة في مدن مثل: قندوز الواقعة بعيداً عن مراكز عمليات طالبان في جنوب أفغانستان، وقد أججت المقالات الصحفية الغضب الشعبي العارم ضد قوات الاحتلال، وحتى في أوساط رجال الشرطة وجنود النظام الدمية حميدكرزاي.‏

نقلت صحيفة واشنطن بوست عن رجلي شرطة أفغانيين يعملان في إحدى نقاط المراقبة في كابول قولهما: «إن الأفغان والعالم الإسلامي سوف ينتفضان في وجه المحتلين، لقد نفذ صبرنا» وأضاف الآخر: «كلاهما، سوف يهاجمان القوات العسكرية الأجنبية».‏

وقد وقع حادث هو بمثابة الكاشف للوضع الحالي، وهوقيام أحد الضباط الأفغان بقتل ضابطين أحدهما برتبة عقيد وقائد أميركي في داخل مركز للقيادة والمراقبة في وزارة الداخلية الأفغانية- المركز الأكثر أمناً في كابول، وكان الضابطان الأميركان قد سخرا من القرآن، عندماتحدثا إلى الضابط الأفغاني، الذي يدعى عبد الصبور، والبالغ من العمر 25 عاماً، فما كان من هذا الأخير إلا أن أطلق عليهما ثماني رصاصات فأرداهما قتيلين، صبور أخرج من الوزارة المحمية بقوة دون قيود، ماترك انطباعاً لدى الجميع أن العمل الذي قام به سوف يثير كثيراً من التعاطف.‏

الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد الاحتلال في أفغانستان، ألقى ماء بارداً على جباه قوات الاحتلال فعلى الفور تم سحب كل المستشارين العسكريين الأميركيين من الوزارات الأفغانية، وأقدمت ألمانيا وفرنسا على الأمر ذاته، كما أن خطة حكومة أوباما الساعية إلى نقل الدور الرئيسي في الحرب ضد طالبان إلى نظام الدمية كرزاي قد ذهبت أدراج الرياح.‏

وبالنسبة لـ (كرزاي) نفسه، الذي نصبه الاحتلال الأميركي، ويعتبر كعمدة لكابول، وجد نفسه مكشوفاً كأداة للاحتلال الأجنبي محاطاً، ومحتقراً حتى من رجال الأمن المحيطين به.‏

إن تدنيس النسخ القرآنية في باغرام ناجم عن القسوة التي يتسم به الاحتلال الأميركي لأفغانستان- حرب عدوانية أطلقها ضد الشعب الأفغاني خلافاً لقطاع واسع من الطبقة العاملة في أميركا وأوروبا، فبلدان الأطلسي لم تستطع أن تسوق لحرب كهذه أمام شعوبها والجنود المشاركين فيها إلا من خلال الأكاذيب.‏

لقد أُخبر الجنود الأميركيون أن الحرب ضد التمرد الشعبي في أفغانستان يشكل جزءاً من « الحرب على الإرهاب» وبالتالي، فإن محاربة الأفغان الذين يقاتلون الاحتلال، هو قتال ضد الإرهابيين المسؤولين عن تفجيرات 11 أيلول 2001.‏

وحرب كولونيالية كهذه لابد أن تؤدي إلى ارتكاب أعمال وحشية كصور الفيديو التي ظهر فيها جنود من البحرية الأميركية يتبولون على جثث أفغانيين قاموا بقتلهم أو حالة من جنود من (لواء ستريكر) الذين قاموا بقتل مدنيين أفغان، ثم قاموا بقطع أصابعهم وأجزاء أخرى من أجسادهم واحتفظوا بها كغنيمة حرب.‏

إن حوادث كهذه تشكل جزءاً من الفظائع والجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال الامبريالي في أفغانستان، كما أن الضربات الجوية التي يشنها الحلف الأطلسي تؤدي على الدوام إلى إحراق عشرات من المدنيين الأبرياء، والقوات الخاصة الأميركية تقتحم المنازل بواسطة التحطيم والخلع، وتسبب الرعب لعائلات بأكملها في خلال غاراتها الليلية، أما القوات الأطلسية الأخرى فتشرف على عمليات توقيف واحتجاز وتعذيب آلاف الأشخاص.‏

القسم الأعظم من هذه الجرائم يقع على عاتق القوى السياسية التي تضلل الرأي العام المناهض للحرب والمصطف خلف الحزب الديمقراطي، باراك أوباما قدم نفسه في الانتخابات الماضية 2008 كمناهض للحرب في العراق، لكنه وعد بمواصلة الحرب في أفغانستان، ومنذ ذلك الحين، ضاعف القوات المنتشرة في أفغانستان ثلاث مرات، بالمقابل، ارتفعت أعداد القتلى من المدنيين الأفغان عاماً بعد عام منذ وصوله إلى البيت الأبيض.‏

وأظهرت الحرب في أفغانستان أن الحزب الديمقراطي هو حزب حرب وعدوان إمبريالي مثله كمثل الحزب الجمهوري، الحرب هي ملف اتهام عنيف ليس ضد حكومة أوباما فحسب، وإنما ضد جميع التنظيمات « اليسارية، والليبريالية وشبه الاشتراكية الذين قدموا أوباما كبديل «مناهض للحرب» التي خاضها بوش والجمهوريون والذين يحتشدون حالياً خلف حملة إعادة انتخاب أوباما لفترة رئاسية ثانية.‏

القاعدة الاجتماعية المناهضة للحرب لاوجود لها في أي جزء من أجزاء المؤسسة السياسية ولكنها موجودة في الطبقة العاملة الدولية، والقوى المناضلة التي أطاحت بالديكتاتوريات الموالية للغرب في مصر وتونس.‏

من هنا، فإن على العمال في الولايات المتحدة وكل أنحاء العالم واجب المطالبة بالسحب العاجل وغير المشروط للقوات الأميركية والأطلسية من أفغانستان، وعليها أيضاً ملاحقة جرائم الحرب والمسؤولين عن اجتياح واحتلال أفغانستان، كذلك التعويض ورد الاعتبار للشعب الأفغاني كافة.‏

 بقلم: باتريك مارتن‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية