|
البقعة الساخنة ويأتي صدور كتاب ( بيت العنكبوت) في اسرائيل بالتزامن مع تقديم تقرير لجنة فينوغراد ليؤكد حقيقة فشل وعجز المؤسسة العسكرية والطبقة السياسية الاسرائيلية في المحافظة على الكيان الذي اريد له أن يكون قوياً ومتفوقاً ومتماسكاً خلافاً للواقع الحالي. فالائتلاف الذي يحكم اليوم بموجبه أيهود اولمرت والذي يضم أحزاب كاديما والعمل وشاس , صحيح أن التطرف قاسمه المشترك الذي يجمعه , لكن التردد وعدم الثقة بالمستقبل أيضاً هو قاسم مشترك آخر يجمع فيما بين هذه الأحزاب , ذلك أن الانقسامات والصراعات حتى داخل الحزب الواحد وليس داخل الائتلاف هي سيدة الموقف. وليس أدل على ذلك من التطورات الأخيرة التي عكست مواقف ورؤى متباينة وفي أحيان أخرى متناقضة بين قادة الحزب الواحد إزاء إخفاقات عدوان تموز والمسارات السياسية الاخرى, لاسيما بين باراك زعيم حزب العمل وايتان كابل الامين العام للحزب , وبين اولمرت وليفني في كاديما, وبين الزعامة السياسية والروحية لشاس . وكذلك الامر بالنسبة للانقسامات الحاصلة في المؤسسة العسكرية بعد استقالة وزير الحرب بيريتس ورئيس الاركان حالوتس وغيرهما من الجنرالات , فضلا عن الانقسامات الحادة في المجتمع الصهيوني حيث وصلت نسبة تدني شعبية اولمرت الى مستويات غير مسبوقة . وعليه فإذا كان من غير المؤكد ما اذا كان تقربر فينوغراد سيطيح بأولمرت أم لا , وما إذا كان سيثبت له عكس ما قاله مؤخراً لمؤيديه من انه عليهم التحلي بالهدوء لان سنوات طويلة ما زالت أمامه في السلطة, فإنه من المؤكد أن المئة ألف وثيقة التي جمعتها اللجنة وال /740/ صفحة التي يحتويها التقرير فيها ما يشير على نحو شديد الوضوح الى حالة وهن وضعف تؤشر بدورها الى ابعد من الهزيمة في تموز. وربما يكون استحضار ما قاله الرئيس الاميركي في اسرائيل مؤخراً اكبر دليل على ذلك , فما يبقي اولمرت هو بوش ودعمه .. وبوش نفسه هو من اعترف بأنه طلب من مضيفيه الاسرائيليين على حفل عشاء ان يتمسكوا بأولمرت في هذه الاوقات العصيبة .. واستطرد وقال أكثر من ذلك , الامرالذي دفع بوزيرة خارجيته رايس لان تمرر له قصاصة تطلب فيها من رئيسها ان يخرس.. |
|