|
ملحق ثقافي ) أن صاحب النصيب الأكبر هو فواز حداد عن روايته (المترجم الخائن) ، فإن النتيجة لم تكن مخيبة للآمال، رغم إيماننا بأن رواية حداد لا تقل أهمية عن عزازيل يوسف زيدان. والحقيقة أن جائزة البوكر العربية ومع دورتها الثانية حركت المياه الراكدة في عالم الرواية العربية وأصبحت حلماً يراود الجميع، رغم أنها ليست مؤشراً نهائياً لأهمية هذا الروائي أو ذاك، ولاسيما أن عدداً كبيراً من الروائيين العرب لم تتح لهم الفرصة بعد في دخول معتركها.. إما لأسباب شخصية كأن لا أعمال جديدة مطبوعة لديهم أو أن دور النشر التي أصدرت أعمالهم لم تتح لهم فرصة المشاركة لأنها الجهة الوحيدة المؤهلة لهذا الترشيح وليس المؤلف كما درجت العادة في المسابقات العربية. وعلى طريقة التفكير التي تعوّدنا عليها، فقد راجت أفكارٌ وتوقعات أن رواية عزازيل لن يكون لها نصيب بالفوز هذه السنة بسبب فوز الروائي بهاء طاهر في دورتها الماضية، وأنه لا يمكن أن يفوز روائيان مصريان في دورتين متتاليتين.. لكن النتيجة خيبت آلية التفكير هذه، فإذا بعزازيل في الواجهة وهذا الأمر يسجل للجائزة وليس عليها، لأن المهم هنا هو أن تكون الرواية، أي رواية، تستحق هذا الفوز بغض النظر عن الجغرافية ومبدأ توزيع الحصص كما هي العادة العربية!. وأصدقكم القول أنه عندما وصلت رواية (المترجم الخائن) إلى التصفية النهائية شعرت بسعادة كبيرة وكنت آمل أن يكون فواز حداد نجم هذا العام، ليس لأسباب شخصية وإنما لأنني أرى فيه الروائي المثابر الذي يعمل بصمت دون ضجيج وادعاء، ولأنه كذلك عمل على موضوعات في غاية الأهمية، كان له شرف السبق فيها من بين الروائيين السوريين. وفواز حداد المنكفئ على نفسه أبداً، والبعيد عن الكتابة الصحفية، قُدر لنا نحن في الملحق أن نستقطبه إليه عبر إطلالات غاية في الأهمية وبخاصة أن زواياه التي خصنا بها غالباً ما تثير قضايا إشكالية في الرواية العربية، وهي قضايا طالما أرقته وعمل على فك رموزها، أو أنه سعى إلى ذلك فكان له شرف المحاولة سواء كان له ذلك أو لم يكن. ghazialali@yahoo.com |
|