تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يفضح البهلوانات

رؤيـــــــة
السبت 9-10-2010م
ديب علي حسن

ما أكثر الحالمين بنوبل جائزة للأدب ومروراً الى الشهرة التي تطبق الآفاق وتملأ الدنيا ،

وتحقق رصيداً مالياً جيداً من خلال المكافأة نفسها ، فكيف بالمبيعات التي ستحققها أعمالها بعد ذلك.. وبالتأكيد عن حق كل مبدع في العالم أن يحلم بالجائزة ، أو بغيرها من الجوائز ، ولكن من غير المألوف أن يقدم الكثيرون صكوك براءة عن مواقف وثقافات وأفكار من أجلها كان يحذف شاعر مقاوم - كان مقاوماً ذات يوم - يحذف نصف شعره من أجلها ، أو أن يسعى الى ما يسمى الشعر الصافي ، أو أن ترى أن لغتك تضيق بمحتواها .. لاأحد ينكر أن للجائزة جانبها السياسي يؤخذ بعين الاعتبار .. ولكن هل هي طفرة أن يفوز يوسا بالجائزة وهو الذي فضح الاستعمار الأوروبي بحث ونقّب وحفر في هذا التاريخ الوحشي ، وكانت آخر رواياته (حلم السليتكي صرخة احتجاج على ما قام به البيض ذات يوم ضد العالم ، ويكتب منذ أسابيع مقالاً صحفياً تحت عنوان : زمن البهلوانات ، يدين فيه الفوضى التي يشهدها العالم تحت عنوان : حرية الرأي والديمقراطية ،ويرى أن ما كان يعتزم القيام به (القس تيري جونز ) دليل على ذلك، وأن هذا الشخص مجنون ، بهلوان ، طامح للشهرة ، يريد التسلية ويخلص الى القول : إن بعض وسائل الإعلام بلا ضمير ولاتتحمل أي مسؤولية... يوسا لم يصفق للأبيض ليمنحه نوبل ، بل صفق للإنسانية ، كتب للجميع ، يوسا نوبل تزدهي به.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية