|
الافتتــاحية الطابع التصالحي مسيطر بالتأكيد، وما ينقص هذا التصالح توفره القمة العربية الإفريقية التي تحظى بكامل التوافق والاتفاق بين العرب والأفارقة. هذه الأجواء ستترك للقاءات الثنائية بين القادة العرب والأفارقة لتحتل نقطة الاستقطاب لاحتمالات الحوار الساخن. مسألتان رحلتا من أمام وزراء الخارجية العرب إلى القادة تشكلان جدول أعمال هذه القمة لطبيعتها الاستثنائية.. الأولى هي مسألة إصلاح جامعة الدول العربية.. والثانية هي العلاقات مع دول الجوار.. كلتاهما ذات طابع بطيء الخطا.. إذ ليس من السهل أن نضع هيكلية جديدة لجامعة الدول العربية.. وهو أمر مطلوب وصحيح.. لكن الاستعجال فيه غير ممكن ما لم تتوافر بيئة أفضل للعمل العربي المشترك، وبشكل خاص منه العمل على الجانبين الاقتصادي والتنموي. كذا الأمر في مسألة العلاقة مع دول الجوار.. هذه مسألة ذات امتداد جغرافي وسياسي يتطلب التحضير لها، بما في ذلك تحسين العلاقات الثنائية بين الدول العربية وهذه الدول. لا نتوقع أن يكون ثمة حدث ساخن في إطار ذلك، ولا خلافات صارخة فيه.. وبالتالي سيستمر موضوعاً منظوراً فيه قابلاً لتوظيف جهود لجان ومنظمات. أما الذي تذهب إليه تعليقات الصحفيين واهتمامات المعنيين وهو المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.. فما زال يطرح. أما لجنة المتابعة لمبادرة القمة العربية، التي ستعقد اجتماعها هذا المساء «أمس» - بعد كتابة هذه المقالة - فستستمع إلى ما سيطرحه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ليس في أجواء القمة ما يشير إلى توجهات غير الرفض الكامل لهذه المفاوضات.. لكن.. ليس ثمة ما ينفي إمكانية طرح تخريجات ما، رغم خطورة الإقدام على ذلك. لقد أصبح من البؤس فعلاً أن تربط المفاوضات المباشـرة بهذا الحديث الواهي عن إيقاف الاستيطان.. الذي فتح الباب عريضاً لتسويق المواقف العدوانية الإسرائيلية.. أكثر من ذلك فإن ما يُقدّم اليوم لإسرائيل من أجل هذا الوقف المزعوم للاستيطان هو بخطورة الاستيطان نفسه. ترى هل سينظر العرب في إغداق الأسلحة والمساعدات وكل أشكال الدعم الدولي ولاسيما الأميركي على إسرائيل بما أصبح يتحدى الأمن العربي.. على امتداد الوطن العربي. لقد أفادت إسرائيل من لافتة وقف الاستيطان بقدر ما تستفيد من الاستيطان نفسه.. وآن لهذا التشبث بخيوط العنكبوت أن ينتهي. فماذا ننتظر.. تخريجات جديدة تعيدنا إلى المفاوضات.. أم وقفة جديدة من القادة العرب في قمتهم الاستثنائية..؟! |
|