تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المعارضة الأميركية ..

نقش سياسي
الاربعاء 4-12-2019
أسعد عبود

لا نية لدي لتوصيف ما جرى مؤخراً في جنيف، إنما أنا أشير إلى الموقف الأميركي المعارض المعترض على مآل ومسار اجتماعات لجنة مناقشة الدستور.

أنا كمواطن شعرت بتحدٍ سافر استفزازي عندما سمعت التحرش المغرض الذي لا يخفي، ليس النفاق وحسب، بل النيات السيئة.. فهو من ناحية تدخل فيما لا يعنيهم أبداً.. وتدخل بشؤون دولة وشعب.. وهو ما لا تسمح به القوانين الدولية.‏

إضافة لذلك.. في الموقف الأميركي المعلن حول الموضوع.. طلاء قميء.. وصبغة سيئة.. تحاول الولايات المتحدة صبغ (المعارضة السورية) به.. وأنا بصراحة انتظرت ومازلت أنتظر أن تصدر جهات (المعارضة) بعضها أو كلها بياناً يرفض الوقاحة الأميركية.. ويطلب إليهم أن يخرسوا تماماً.. وأن يبتعدوا عن اللجنة وأعمالها.. والسوريين وشؤونهم.. فليس في التاريخ السوري حركة غربية أميركية واحدة مهما خفت وقل شأنها أرادت لسورية وشعبها الخير.. أو ابتعدت على الأفل عن نية الأذى إلى درجة التدمير والتخريب..‏

تصوروا أن هذه الدولة الوقحة التي تحاول الأن أن تظهر حرصاً بشأن الدستور السوري.. هي التي وهبت بالأمس الجولان السوري لإسرائيل متنكرة لكل عرف أو قانون دولي أو قطري وحتى لمواقفها السابقة كعضو دائم في مجلس الأمن.. وقرارات الأمم المتحدة التي حظيت بالإجماع.. ضمناً الولايات المتحدة الأميركية..!!‏

أتراها تريد دستوراً سورياً يحدد حدود الجمهورية دون الجولان..؟! هل هي تبحث عن معارضة توافق على ذلك..؟! وهل تجدها..؟!‏

لا أبداً.. لن تجدها.. أنا أرى ذلك.. رغم ان (المعارضة) التي تتمثل بعدد كبير من أفرادها في اللجنة، لم تهب مسرعة لتعلن رفضها للتحرش الاستفزازي الأميركي المغرض والوقح بالشأن السوري..!!‏

لا يمكن أن يصدق عقلي أن ثمة معارضاً واحداً يوافق على ان يكون لمن سلخ جزءاً غالياً من الأراضي السورية عنها.. رأياً توضيحياً حول الدستور الذي يسعى إليه السوريون.. هذا غير معقول..‏

الحكومة السورية تصدت بسرعة ورفضت التحرش الأميركي الوقح.. وهي فيما قالته وأعلنته ببيان وزارة الخارجية تمثل كل سوري يحترم وطنه وأرضه.. وهؤلاء هم نحن جميعاً.. ولذلك بحسن نية يمكن ان نعتبر ان سكوت (المعارضة) المحاورة حول الدستور عن الوقاحة الأميركية.. انما هو بافتراض أن الحكومة السورية ببيان الخارجية تمثل كل السوريين في كل مواقعهم..‏

المعارضة.. هي معارضة سورية.. وليست أميركية.. أليس As.abboud@gmail.com‏

">كذلك..؟!‏

As.abboud@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية