تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


على مدار سنوات احتلالها للقدس .. لا أمل لإسرائيل في العثور على الهيكل المزعوم..حفريات محيط الأقصى تهدد بلدة سلوان الصامدة

سانا ـ الثورة
أخبار
الجمعة 27-2-2009م
بحثاً عن هيكل مزعوم ولا أمل في العثور عليه في المسجد الاقصى المبارك لم تنقطع محاولات هدم المسجد المبارك أو تهويد مدينة القدس المحتلة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي تهدم احياء بكاملها وتهجر سكانها ومنها بلدة سلوان واحياؤها المجاورة للاقصى حيث بدأت قصة هذه البلدة.

بدأت قضية بلدة سلوان وأحيائها المجاورة للمسجد الاقصى المبارك مع بدايات الاحتلال الاسرائيلي لمدينة القدس في العام 1967 في محاولات مكثفة لم تنقطع بدأت سرية وتم الافصاح عنها مؤخرا واعتمدت على العمل الجاد والمكثف لايجاد أي أثر لليهود في المنطقة لتجسيد الهدف الاستراتيجى باقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الاقصى المبارك0‏

وفي هذا السياق شرعت سلطات الاحتلال ومعها مختلف الجمعيات اليهودية بحفريات واسعة النطاق في محيط المسجد الاقصى سرعان ما اتسعت لتشمل أسفل المسجد نفسه وتحت عقارات وأسواق البلدة القديمة التاريخية في مدينة القدس على أمل العثور على أي شيء ممكن أن يؤكد مزاعمهم بالهيكل أو بأي اثار.‏

وكانت المفاجأة الصاعقة بنتائج الحفريات وعثورهم المرة تلو الاخرى على اثار اسلامية لمختلف الحقبات ومنها قصور أموية ومساجد وغيرها بالاضافة لبعض الاثار للحقبات التي سبقت فترة الاسلام ولكنها لا تبت أبدا بصلة لليهود ولم تستطع أن تسلم بما تكتشفه بل اقترفت جريمة حضارية ومجزرة بحق هذه الاثار وطمستها وأتلفتها وكان اخرها ازالة تلة باب المغاربة التاريخية بالقرب من المسجد الاقصى وازالة القصور الاموية ومسجد من نفس الموقع وغير ذلك من الاثار الاسلامية الهامة والعظيمة.‏

وأمام هذه النتائج والوقائع اتجهت سلطات الاحتلال ومعها الجمعيات اليهودية المتعددة والمختلفة للبدء بعملية تهويد محيط المسجد الاقصى المبارك واتجهت أول ما اتجهت الى بلدة سلوان المحاذية للمسجد الاقصى من الجهة الجنوبية واستولت بطرق ملتوية وتحت تهديد القوة على العديد من العقارات والمنازل في منطقة سلوان خاصة في منطقة وادي حلوة وحولتها الى بؤر استيطانية سرطانية أخذت بالتوسع على حساب السكان الفلسطينيين بالتوازي مع حفر أنفاق واسعة النطاق تمتد جميعها من منطقة سلوان باتجاه المسجد الاقصى وحائط البراق.‏

هذه الانفاق كشفتها الشقوق والتصدعات التي حصلت وتحصل في منازل المواطنين وكان اخرها سقوط مدرسة القدس للبنات التابعة للانروا في المنطقة واصابة عدد كبير من الطالبات.‏

ولتحقيق المزاعم التلمودية باقامة ما يسمى بمدينة داوود في سلوان تم وضع الاساس لها عبر بؤرة استيطانية أول منطقة وادي حلوة وتم توسعتها بشكل ملحوظ على حساب أراضي المواطنين تبعها الاستيلاء على بؤر أخرى قريبة منها0‏

ولتحقيق فكرة وهدف اقامة الهيكل المزعوم وما يتبعه من مرافق تم توجيه الانظار قبل سنوات الى حي البستان الذي تقيم فيه نحو تسعين عائلة مقدسية وأكثر من الف وخمسمئة مواطن يضاف اليهم نحو خمسة الاف مواطن يسكنون في عشرات البيوت بوادي حلوة المجاور بهدف اقامة حدائق تلمودية لخدمة كهنة الهيكل المزعوم ويقضي المخطط الخبيث بالاستيلاء على كافة منازل المواطنين في شارع وادي حلوة الرئيسي الذي يتوسطه مسجد عين سلوان التاريخى وفي حال نجح المخطط سيتم استهداف سائر أحياء سلوان وتحويلها بالكامل الى مدينة داوود التلمودية لترتبط لاحقا مع الهيكل.‏

كل هذا يفسر حالة القلق التي يشعر بها سكان أحياء سلوان على وجه الخصوص وسكان القدس عموما رغم الحراك الرسمي والشعبي الفلسطيني المتعاظم فهم اي السكان أكثر الناس ادراكا لمخططات الاحتلال وجماعاته المتطرفة0‏

و من هنا جاءت الدعوات للتوجه للقضاء الدولي والتي جاءت على لسان أكثر من مسؤول فلسطيني كان أبرزها ما جاء على لسان محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني الذي أكد أن القضاء الاسرائيلي أداة من أدوات الاحتلال لافتا الى عدم ثقة الفلسطينيين بمحاكم الاحتلال وقال انها لم تنصف اي فلسطينى في المدينة على مدار عمر احتلال القدس.‏

وشدد الحسيني على أن مخططات ازالة حى البستان واستهداف منازل المواطنين في حي وادي حلوة تعتبر الاخطر بمدينة القدس وستكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل المدينة لممارسة دوره للجم الاحتلال عن تنفيذ مخططاته ضد المدنيين المقدسيين والتأكيد على أن مخططات الاحتلال في حيي البستان ووادى حلوة وعموم سلوان بالتطهير العرقي والتهويدي تهدد الانسان والارض على حد سواء.‏

من جهته كشف الدكتور الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب المسجد الاقصى المبارك عن أهداف سلطات الاحتلال في القدس وقال انها تريد كسب الشرعية وترسيخ نفسها بالمدينة المحتلة ولهذا طالبت بنقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس.‏

وأمام كل هذه المخططات لا يملك الفلسطيني في مدينة القدس سوى الصمود والثبات والتعويل على الوحدة الداخلية وعلى أمل تدخل المجتمع العربي والدولي للتدخل للجم سلطات الاحتلال ووقف مخططاتها الخبيثة والخطيرة في مدينة القدس.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية