|
فنون
أو ربما كسر الأسعار للمسلسلات العربية (السورية والمصرية واللبنانية ..) التي بدأت توسع مكاناً لها ضمن قائمة المنافسة, هذه المرة سافر أصحاب أو مسؤولو القنوات الفضائية بعيداً في أحلامهم إلى الشرق الآسيوي ليعودوا بسلة من المسلسلات التي سيقدمونها تباعاً على المشاهد ريثما يتم التفكير بنمط جديد للمضاربة. قد لا يفيد اللوم في هذه المسألة وخاصة أن البعض سيضع أعذارا مسبقة لتقصيره أو ابتعاده عن الدراما السورية وربما يكون البعض على حق في ذلك, ولكن ألا يشعر بعض الدراميين السوريين بالخطر الذي تحاول الدفع به بعض المحطات لإعاقة تقدم الدراما السورية وربما المصرية أيضاً, ألا يشعر بعض الفنانين الغائبين عن المشهد الدرامي السوري بالغيرية من استحواذ مسلسلات من هنا وهناك تستحضر فقط من أجل ضرب الإنتاج الناجح للدراما السورية, ألم تكن هذه الدراما ذات يوم حلما وطموحاً يسعون إليه, فكيف يحاول بعض من تخرج من استديوهاتها التقليل من شأنها أو ربما إضعافها؟. بالعودة إلى الطارئ الجديد وهو الدراما الشرق آسيوية الكورية والصينية واليابانية وربما من دول أخرى لم نستطع معرفة جنسية أبطال هذه المسلسلات نظراً للتشابه في الشكل في طبيعة البنية الجسدية وشكل الوجه ولكن معظم ما يبث حالياً على الأغلب هو دراما كورية جنوبية تختلف حسب القناة فالبعض يعرض مسلسلات فيها من الخيال ما فيها وآخرون يعرضون قصص حب رومانسية وربما ستكون الأخيرة هي الأوفر حظاً فجميع القصص غير العربية التي حققت نجاحاً كانت عبارة عن قصص حب بدءاً من ماريا مرسيدس مروراً بكساندرا و استريليتا وروزاليندا مرورا بمهند ونور ويحيى ولميس وسمر واليوم بدأت الدراما الآسيوية تنتهج نفس النهج وربما بعد فترة وبعد الدبلجة المستمرة من الشركات العربية ستعمل هذه الدرامات على كتابة سيناريوهات تناسب المجتمع العربي بلسان بلادهم وبالتالي دخول منافس جديد لم يزح الدراما التركية بشكل كبير بل وسع له مكاناً في البث الفضائي العربي على حساب تراجع الدراما العربية بشكل عام. قد يقول البعض إن هذه الدراما أي الشرق آسيوية لن تستطيع المنافسة والاستمرار لكن هذا الكلام سمعناه حينما بدأت المحطات ببث مسلسلات تركية مدبلجة بدأت بعملين قبل أن تملأ المحطات جميعاً وهذا حال هذه الدراما الجديدة.. القصة ليست قصة منافسة والأفضل له زبائنه كما حال التجارة فهنا تفتح الفضائيات سوق إنتاج جديد قد تعيد العذر فيه إلى الحاجة لملء الدورة البرامجية الخاصة فيها في ظل التراجع الكمي للإنتاج الدرامي السوري وعدم عودة الدراما المصرية إلى المستوى المأمول, وهنا نعود إلى وضع الحق من جديد على الغيورين على الدراما السورية التي نسمع كثيراً عن تأجيلات واعتذارات من الذين يحاولون عرقلة هذه الصناعة الناجحة تجارياً وفنياً وثقافياً.. فإن كان المشاهد العربي يبحث عن قصص الحب فلماذا لا نغرق سوق الفضائيات فيها ولماذا نتركه يلجأ إلى استيراد هذه القصص؟ ما يفصلنا عن الموسم الرمضاني هي بضعة أشهر فقط وما بين عمل مازال يؤجل وآخر حائر من سيقوم بإخراجه وبين اعتذار ذاك الفنان وترحيب فنان آخر ينظر المراهنون (السيئون) بعين المترقب لوضع عراقيل جديدة أمام إنجاز درامانا في حين يبقى المحبون لدرامانا يعولون على وفاء أصحاب الوفى من أبناء الدراما السورية كي يثبتوا للمحطات جميعاً أن حب الدراما السورية ليس نوعاً من التمثيل بل هو تعبير صادق سيبقي درامانا في القمة دائماً. |
|