|
عن موقع Mondialisation. ca وفي حال علمنا أنه يستخدم عدد من جواسيس الجواسيس , لقاء أجر يصل إلى 100,000 دولار عن المهمة الواحدة , يمكننا تصديق ما ينجزونه من أعمال بسهولة , إنهم يمنعون وقوع عدد كبير من الاعتداءات الإرهابية والكوارث , على غرار اعتداءات 11 أيلول على الأرض الأميركية . ومع ذلك فإن هؤلاء العملاء هم الآن المسؤولون عن أمور أخرى وهي : التحضير لهذه الاعتداءات نفسها . خلال الأعوام المنصرمة , استخدم مكتب التحقيقات الفيدرالية اف بي أي مخبرين مدربين , ليس فقط على اختراق الإرهابيين المفترضين , وإنما أيضاً مدربين على الإيقاع بهم منذ البداية . ويجري التقرير الصادر حديثاً عن Mother Jones وبرنامج التحقيقات الإبلاغي من جامعة بيركلي في كاليفورنيا تحليلاً بليغاً عن احصائيات تتحدث عن دور المخبرين العاملين لدى المكتب الفيدرالي في قضايا الإرهاب التي عمل عليها المكتب خلال العقد الأخير , عقب أحداث 11 أيلول. ويكشف التقرير أن مكتب التحقيقات الفيدرالية يخترق بشكل منتظم المجتمعات الذي يشتبه بوجود أفراد فيه يحتمل بأنهم إرهابيون ويربطهم مع آخرين . وأي كانت النيات الحقيقية للمستهدفين , فإنه يتم إرسال العملاء إلى تلك المجتمعات للاندماج فيها والعثور على مشتبه بهم يمكنهم تنفيذ هجمات من نوع ( الذئب الوحيد) وبشكل أكثر أو أقل تشجيعهم على تنفيذ ذلك . ومن خلال توفير السلاح والأموال والخطة , يعمل العملاء عبر مكتب التحقيقات على تشجيع تلك الأفراد , والذين لا ينفذون ذلك بمفردهم , على المشاركة في إعداد الهجمات الإرهابية , ولكن فقط ضمن إطار هدف منعهم من تنفيذ ذلك قبل أن تقع أحداث طارئة .علاوة على ذلك , يعترف ضابط رفيع المستوى كان يعمل لدى الوكالة المذكورة إلى Mother Jones أن مقابل كل مخبر يعمل رسمياً لدى مكتب التحقيقات , هناك حوالي ثلاثة عملاء يعملون بشكل سري لديه .هذا وقد استخدم مكتب التحقيقات الفيدرالية مخبرين من أجل الإعداد ومن ثم منع العديد من أكبر الهجمات الإرهابية التي كان يمكن أن تحدث خلال الأعوام الأخيرة . ويكشف التقرير أن محاولات الهجوم بالقنابل في ميترو واشنطن , وفي مترو نيويورك , ومحاولة تدمير برج سيرز في مدينة شيكاغو والكثير من الهجمات كانت كلها مدبرة من قبل مكتب التحقيقات . ووفق ما جاء في التقرير , هناك فقط ثلاثة مؤامرات إرهابية حصلت خلال العقد الأخير ليس لعملاء المكتب أي يد فيها . كما ويكشف التقرير أنه في العديد من الحالات تجري اللقاءات المهمة بين المخبرين والمشاركين المجهولين دون تسجيلات لها , من أجل تفادي أن تؤدي تهمة الايقاع في الفخ إلى إفساد العملية . ومن الخدع الأكثر تفصيلاً التي كانت من تدبير المكتب هي قضية ( نيوبورج الأربعة ) وفي العملية أن أحد مخبري المكتب اخترق في أحد أحياء نيويورك مجتمع إسلامي , وقام بتوظيف أربعة أشخاص من أجل القيام بسلسلة هجمات , ولكن ربما لم يوافق هؤلاء على العملية , ولكنهم وافقوا عندما عرض عليهم الخطة ومجموعة صواريخ . وقد تحدث محامو الدفاع عن الفخ , ومع ذلك تم الحكم على المتهمين بالسجن 25 عاماً . ويصرح مارتن ستولار إلى Mother Jones القول « المشكلة في كل الحالات التي نتحدث عنها هي أن المتهمين لن يقومون بأي عمل لو أن عملاء الحكومة لم يورطوهم « ويعتقد ستولار أنه وبخصوص الاشتباه في التحضير لهجمات بالقنابل على نيويورك , والتي تم تلفيقها من قبل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية « إنهم يعملون على إيجاد قضايا جنائية يوجد حلول لها , وعلى هذا النحو يدعون الانتصار في الحرب ضد المجرم « ومن جانبه , يؤكد مكتب التحقيقات أن تلك الوسائل هي خطط ( استباقية ) و ( وقائية ) و ( تعطيلية ) ويلقي التقرير الضوء أيضاً على مسألة أنه من أصل 500 ملاحقة قضائية بتهم مرتبطة بالإرهاب جرى إخضاعها للتحليل والتمحيص , تبين أن حوالي نصفها تمت عبر استخدام المخبرين , حيث العديد منهم يعمل لصالح مكتب التحقيقات أف بي أي , وذلك مقابل المال أو مقابل محي سجلات جنائية . ومن مجمل قضايا ملاحقات بلغ عددها 158 ملاحقة , هناك 49 متهماً ممن شاركوا في المؤامرة ورطهم بها وخطط لها عملاء أف بي أي .ويشير بعض الخبراء أن فرص كسب دعوى بالإرهاب , سواء أكانت بفخ أو من دون فخ , تكاد تكون معدومة « ويعترف ديفيد كول , الأستاذ في جامعة جورج تاون إلى Mother Jone قائلاً « تكون المؤامرة التي يواجه المتهمين فيها تهمة المشاركة فيها - هجمات ضد ميترو أو تخطيط لتدمير أبنية - مخيفة إلى درجة أنها تطغى على القضاة « . ومنذ اعتداءات 11 أيلول أفضى حوالي ثلثي القضايا المرتبطة بالإرهاب إلى اعتراف المتهم بذنبه . ويشير عميل متقاعد من مكتب التحقيقات القول باختصار إنهم لا يقولون (فعلت ذلك ) أو ( كنت غير ناضجاً ) » وضمن هذا السياق , يتم العثور على جميع أولئك المتهمين في المكان المناسب في الوقت غير المناسب . وتشير فرحانة خيرا من تجمع المحامين المسلمين أن هؤلاء العملاء يذهبون للتصيد في المساجد , فقط من أجل التأكد إن كان باستطاعتهم إيجاد ضالتهم في هذا المجتمع مكتب التحقيقات يقول لعملائه أنه يمكنهم الذهاب إلى المنازل أو إلى أمكنة العبادة من دون أن يترك أي قرينة وتضيف خيرا وهذا يثير عدداً من القضايا الدستورية حقاً إن هذه العمليات المفبركة تثير مشاكل دستورية . وعلى الرغم من ذلك , وعقب مرور عقد من الزمن على اعتداءات 11 أيلول , لا زال مكتب التحقيقات الفيدرالي ينشر جميع الوسائل التي يمتلكها لمنع الإرهابيين - أو أولئك الذين ُيعتقد أنه يمكن أن يصبحوا كذلك يوماً ما - من جرح مواطن امريكي . بقلم : واين مادسون |
|