تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إسرائيل تعدّ لهجوم كيميائي في الجولان لتسريع التدخّل الغربي

عن موقع Mondialisation. ca
ترجمة
الأربعاء 24-4-2013
ترجمة : محمود لحّام

بدأ الجيش الإسرائيلي بتوزيع ترياق الأتروبين المضاد للأسلحة الكيميائية (غاز السارين وغاز الأعصاب) على المرتزقة ومليشيا الجيش الحر والذين يقاتلون الجيش الوطني السوري في الجولان المحتل

من أجل حمايتهم من أي هجوم كيميائي مدبّر من قبل الجيش الإسرائيلي بهدف توجيه الاتهام للحكومة السورية وحشد رأي عام عالمي ضدها تمهيداً لتحريك وتسريع التدخل العسكري الأطلسي الأمريكي الإسرائيلي .‏

في الآونة الأخيرة ،ركّزت وسائل الإعلام الغربية في سياق الدعاية التي تقوم بها للحرب على سورية على استخدام الأسلحة الكيميائية في الازمة في سورية ،وبداية كان هناك هجوم كيميائي مدبّر في حلب من قبل المعارضة المسلحة مما تسبب بالعديد من القتلى حيث سارعت الحكومة السورية مطالبة الأمم المتحدة بفتح تحقيق حول هذه الجريمة .إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يتلقى الأوامر من أسياده في واشنطن دعا الحكومة السورية إلى كشف ملابسات هذه الجريمة .‏

في حرب الخليج الثانية ، شنّت الولايات المتحدة وحلفائها في محور الخير ! حرباً مدمرة على العراق بحجة البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية والتي تبين لاحقاً وبعد أن فات الأوان أنها مجرد أكاذيب للتضليل ، فالعراق الآن بلد مدمّر ، يفتقد للاستقرار ناهيك عن مئات الآلاف من القتلى العراقيين نتيجة الأعمال الإرهابية للقاعدة في العراق والتي يديرها عن بعد واشنطن وتل أبيب كي تحافظان على هيمنتهما في المنطقة باستخدام سياسة الفوضى الخّلاقة التي جلبوها إلى سورية ويسعون لنشرها في دول المنطقة .‏

صحيفة التايمز البريطانية وهي من وسائل الإعلام الغربية التي تقوم بالدعاية للحرب في سورية ذكرت في تقرير لها نُشر بتاريخ 12 نيسان الجاري أن قوات بريطانية خاصة تسللت للأراضي السورية وأحضرت عينة من التربة في منطقة دمشق والتي تحوي على آثارمن الأسلحة الكيميائية ،ومع ذلك لم تُذكر تفاصيل بخصوص المكان المحدد لأخذ العينات ولا تاريخ ولا نتائج التحليل وقد تكون هذه الأسلحة التي وجد البريطانيين منها بعض الآثار ليست أكثر من غازات مسيلة للدموع .‏

هذا السبق الصحفي يأتي من مركز قائم على الدعاية للحرب ضد سورية في لندن ،والبريطانيون لديهم خبرة لا يمكن إنكارها في الحرب الدعائية،وهذه الخبرة تم صقلها في الحربين العالميتين الأولى والثانية وفي الحروب الحديثة التي شاركوا فيها إلى جانب الأمريكيين .‏

الإسرائيليون هددوا مراراً بالتدخل في سورية من أجل تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية ،أما إدارة اوباما وذراعها العسكري العالمي (الناتو )فقد صرحت أن استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل حكومة دمشق هو سبب رئيسي لشن الحرب على سورية رغم أن دمشق اتّهمت دون وجود دليل .‏

خلال زيارة اوباما للشرق الأوسط الشهر الماضي ,تم تأسيس مركز مشترك لمواجهة خطر الأسلحة الكيميائية في سورية والذي تشارك فيه إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة والأردن .ومؤخّراً طلب هذا المركز من الجيش الإسرائيلي توزيع جرعاتٍ من الأتروبين عن طريق الحقن أو على شكل قطرات على المرتزقة الذين يقاتلون الجيش العربي السوري في الجولان المحتل .‏

الأتروبين هو الترياق المضاد للأسلحة الكيميائية من قبيل غاز السارين وغاز الأعصاب VX ،يمنع آثار التسمم مثل الغثيان والتقيؤ وتشنجات البطن وانخفاض معدل ضربات القلب .‏

مؤخراً أقام الجيش الإسرائيلي في إحدى قواعده في هضبة الجولان المحتل وقرب مستعمرة ايل روم غير البعيدة عن مدينة القنيطرة السورية مشفىً ميدانياً لعلاج جرحى «الجيش الحر «، إذاً هذا التدخل الإسرائيلي المباشر في الأزمة السورية يتم بالتوازي مع هذه المساعدة الإنسانية !! لمسلحي المعارضة الذين كانوا قد استولوا على مساحة شريط بعمق 25 كم ويمتد على طول الحدود الأردنية وحتى الحدود مع إسرائيل وقد قام الجيش العربي السوري بحملة ضخمة ضد أوكار الإرهابيين في تلك المنطقة وقطع خطوط إمدادهم بالأسلحة من العربية السعودية عبر الأردن .‏

ليست سورية الدولة الوحيدة في المنطقة في امتلاك الأسلحة الكيميائية ،فإسرائيل طوّرت وأنتجت أسلحة كيميائية وبيولوجية وبكميات كبيرة في مركز أبحاث نيس صهيون، لكن ماهو مسموح لإسرائيل ممنوع على سورية ولذلك تقف القوات الخاصة الأمريكية في الأردن على أهبة الاستعداد وكذلك القوات الخاصة الإسرائيلية تتأهب في ا لجولان المحتل لبدء تدخل على الأرض بحجة تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية الموجودة جنوب سورية وهكذا فالذريعة لشن حرب من إسرائيل والناتو والولايات المتحدة باتت جاهزة ،ويمكن أن يتم هذا في شهر تموز حيث ستستلم واشنطن رئاسة مجلس الأمن مما سيمكنها ربما من تحييد كل من روسيا والصين وتعطيل مساعيهما بوضع نهاية للحرب وتدمير البُنى التحتية في سورية وتدمير قواعد الجيش وتجهيزاته.‏

تأمل تركيا بالحصول على حصتها من غنائم الحرب في سورية ، فهي تريد أن يتم وضع الشمال السوري الغني بالنفط وغير المستثمر تماماً تحت الحماية ، كما وتطالب إسرائيل بنصيبها من الكعكة السورية حيث تسعى لتوسيع منطقة احتلالها للجولان لاستغلال حقول النفط فيها والتي على وشك أن تبدأ بمنح أول رخصة استثمار لشركة (GENIE) التي يديرها إيفي ايتان رئيس الأركان الإسرائيلي السابق ويساهم فيها روبيرت مردوخ القطب الإعلامي الشهير وديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق بصفته مستشاراً للمشروع .‏

إن ما يلعب حالياً في الشرق الأوسط هو حرب بالوكالة ،تضع فيها الدول الإستعمارية المفترسة يدها على موارد الطاقة غير المستثمرة هناك .‏

 بقلم : ميريي ديلامار‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية