|
معاً على الطريق وقبل أكثر من عام قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر: إن ايران ستكون ضربة البداية في الحرب العالمية الثالثة، متوعداً روسيا بأن ايران هي المسمار الأخير في النعش الذي تجهزه لها اسرائيل وأميركا بعد أن تم منحها الفرصة للتعافي والاحساس الزائف بالقوة، فهل ينطوي ذلك على الاستمرار بشن حملات تهويل جديدة ضد روسيا وايران، أم إنه قرع حقيقي وجدي لطبول الحرب القادمة التي تحدثت عنها اسرائيل غير مرة ؟. تطبيع الدول الخليجية مع اسرائيل وجعل ايران هي العدو الأول لها بدلاً من اسرائيل، وصفقات السلاح بين أميركا وخليج الغدر من جهة، وبين أميركا واسرائيل من الجهة الأخرى، وارتماء حكومة أردوغان العثمانية بأحضان نتنياهو والناتو، وحركة الأساطيل الحربية للدول الكبرى في البحار والمحيطات، والخطاب السياسي والدبلوماسي المتشنج لهذه الدول، لا شك أنها مؤشرات تدل على وقوع مواجهة بينها في نهاية المطاف. هل توشك المواجهة أن تقع، أم إنها لم تنضج بعد، وهل ستكون عسكرية نووية مدمرة، أم إنها لن تتجاوز مرحلة الشد والاحتكاك السياسي التي تقود ربما الى طاولة مستديرة ليصار من خلالها وعليها الى التقاسم والمحاصصة بموجب المعادلات الجديدة التي تفرضها وقائع جديدة ومستجدة هنا وهناك ؟. كل الأسئلة تبقى مفتوحة ومطروحة، وكل الاحتمالات تبقى واردة وغير مستبعدة، وليس مهماً أن نمتلك قدرة إغلاقها على اجابات نهائية في هذا الاتجاه أو ذاك، غير أن المهم أن نمتلك القدرة في التأثير بالمخططات الأميركية - الاسرائيلية الشيطانية التي تتيح المجال لطرح مثل هذه التساؤلات، على أن الأهم هو أن نمتلك قدرة اسقاط أو احباط محاولات العدوان ومخططات الهيمنة. هناك من يقول إن أميركا تحلم كثيرا وتخطط كثيرا لكنها تخفق دوما وتفشل، وهذا صحيح لكنه غير دقيق لأنها حتى عندما تفشل تكون قد خطت خطوة الى الأمام، وتكون قد أحدثت ثغرة في جدار الصد عربياً كان أم روسياً أم دولياً. وهناك من يقول إن الضربة التي لا تقتل تقوي، وبالتالي فإن كل الخطوات الأميركية لا معنى لها وهي غير مجدية لأن جدار الصد العربي أو الروسي أو الدولي الذي تلقى الضربة سيكون أقوى في المرة القادمة، وسيمتلك القدرة على الترميم بسرعة أكبر وبما يتيح له ربما قدرة الرد التي تكسر الحلم وتحطمه. استهلكت أميركا حتى الآن أحد عشر عاما في التهويل على ايران: «كل الخيارات على الطاولة، وخيار استخدام القوة غير مستبعد» فلماذا لم تستخدمه اذا كانت تشكل مع اسرائيل حكومة «سوبر باور» حسب تعبير وأحلام كيسنجر؟. تراكم أميركا اليوم أوهام القوة، بينما تراكم ايران انجازاتها العلمية والتقنية والعسكرية، ويراكم ملوك وأمراء خليج الغدر عقد التخلف خاصتهم وأحقاد الجاهلية الأولى التي تميزهم، بينما نراكم في سورية الانتصارات ونخط أسطرا في التاريخ لا يجيدون قراءتها ولا يدركون معناها. يهولون .. ولا نهول، فقد تحدثوا عن شرق أوسط كبير وجديد، فأين هو ومن أسقطه، وحاولوا صنع هلال خصيب، فأين أمسى ومن جعله يمسي على ما أمسى عليه، ووقّعوا 17 أيار، فانتهوا الى مرارة رؤية التحرير في 25 أيار .. سيحاولون مجددا، وسنسقطهم تكراراً، فلا يهولن أحد، ولا يقرعن أحد طبول حرب تتشهاها الدول المقاومة ولا تتمناها .. روسيا تدافع عن المبدأ والقانون وتسعى للعدالة الدولية .. ولايران الحق بامتلاك الطاقة النووية السلمية التي تخدم التنمية،وستمتلكها كاملة وغير منقوصة .. ونحن ندافع عن حقنا وأرضنا وقضيتنا ومكانتنا المحجوزة لنا أبداً تحت الشمس وسننتصر. |
|