|
علوم وفي هذا المجال كتب الطبيب السويسري بارسيليوس(إن فائدة الجوع قد تفوق بمرات استخدام الأدوية) أما الدكتور فيليب, فكان يمنع مرضاه من الطعام لبضعة أيام, ثم يقدم لهم بعدها وجبات غذائية خفيفة, وبشكل عام فإن الصوم يساهم في هدم الأنسجة المتداعية وقت الجوع, ثم إعادة ترميمها من جديد عند تناول ا لطعام, وهذا هو السبب الذي دعا بعض العلماء ومنهم (باشوتين) لأن يعتبروا أن للصوم تأثيراً معيداً للشباب. ولذلك فأهمية الصوم تكمن في أنه يساعد على القيام بعملية الهدم التي يتخلص فيها الإنسان من الخلايا القديمة, والخلايا الزائدة عن حاجته.من هنا يعتبر نظام الصيام المتبع في الإسلام هو النظام الأمثل في عمليتي الهدم والبناء, حيث يتوقف الإنسان عن الطعام والشراب لمدة حدها الأدنى أربع عشرة ساعة, حيث يقوم الجوع بهدم الخلايا ولكن هذه لا تلبث أن تتجدد عندما يعود إلى تناول الطعام. الفوائد الجسدية للصوم إن فوائد الصيام كثيرة تشمل كل أبعاد الحياة الإنسانية, حيث إنها تدخل في كل خلية من خلايا الجسم, وتشمل كل ذرة فيه, كما أنها تلج في عملية بناء الروح والنفس وترويضها والسير بها نحو الكمال, وما تقي منه على صعيد الجسد أمور منها: أ-الوقاية من الأورام وهو يقوم بدور مشرط الجراح الذي يزيل الخلايا التالفة والضعيفة في الجسم, باعتبار أن الجوع يحرك الأجهزة الداخلية في الجسم لمواجهة ذلك الجوع, ما يفسح المجال للجسم لاستعادة حيويته ونشاطه, ومن جانب آخر, فإنه يقوم بعملية بناء الخلايا والأعضاء المريضة, ويتم تجديد خلاياها, فضلاً عن دور الوقاية من كثير من الزيادات الضارة مثل الحصوة والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية,والأورام في بدايات تكونها. ب- التوازن في الوزن: يقوم بدور إنقاص الوزن لمن يعاني السمنة, ولكن بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام في وقت الإفطار. ج- الحماية من السكر: يقوم بعملية خفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها, ويتم ذلك من خلال إعطاء البنكرياس فرصة للراحة, لأن البنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة, وعندما يزيد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة يصاب البنكرياس بالإرهاق ويعجز عن القيام بوظيفته,فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكر, وللوقاية من هذا المرض أقيمت دورة للعلاج تتبع نظام حمية وتوقف عن تناول الطعام باتباع نظام الصيام لفترة تزيد على عشر ساعات, وتقل عن عشرين كل حسب حالته. د- علاج الأمراض الجلدية: إن الصيام يفيد في علاج الأمراض الجلدية, والسبب في ذلك أنه يقلل نسبة الماء في الدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد, مما يعمل على: -زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية. - التقليل من حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة من الجسم مثل مرض الصدفية. - تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشكلة البشرة الدهنية. - مع الصيام تقل إفرازات الأمعاء للسموم وتناقص نسبة ا لتخمر الذي يسبب دمامل وبثوراً مستمرة. ه- الوقاية من داء النقرس: وينتج عادة عن زيادة التغذية والإكثار من أكل اللحوم, ومعه يحدث خلل في تمثيل البروتينات المتوافرة في اللحوم (خاصة الحمراء) داخل الجسم, ما ينتج عنه زيادة ترسيب حامض البوليك في المفاصل, خاصة مفصل الأصبع الكبير للقدم, وعند إصابة مفصل بالنقرس فإنه يتورم ويحمر ويصاحب هذا ألم شديد, وقد تزيد كمية أملاح البول في الدم ثم تترسب في الكلى فتسبب الحصوة, وإنقاص كميات الطعام علاج رئيسي لهذا المرض. و- الحماية من جلطة القلب والمخ: أكد الكثيرون من أساتذة الأبحاث العلمية والطبية أن الصوم ينقص من الدهون في الجسم ما يؤدي إلى نقص مادة (الكوليسترول) فيه, وهي عادة تترسب على جدار الشرايين, وبزيادة معدلاتها مع زيادة الدهون في الجسم تؤدي إلى تصلب الشرايين, كما تسبب تجلط الدم في شرايين القلب والمخ. ز- علاج لآلام المفاصل: والمشكلة الحقيقية أن الطب الحديث لم يجد علاجاً لهذا المرض حتى الآن, ولكن ثبت بالتجارب العلمية في بلاد روسيا أنه يمكن للصيام أن يكون علاجاً حاسماً لهذا المرض, وقد أرجعوا هذا إلى أن الصيام يخلص الجسم تماماً من النفايات والمواد السامة, وذلك بصيام متتابع لا تقل مدته عن ثلاثة أسابيع, وفي هذه الحالة فإن الجراثيم التي تسبب هذا المرض تكون جزءاًَ مما يتخلص منه الجسم أثناء الصيام, وقد أجريت التجارب على مجموعة من المرضى وأثبتت النتائج نجاحاً ملموساً. ح- حكمة الصيام: ويبقى أن نشير إلى ضرورة اتباع نظام دقيق في الغذاء, وعدم الإكثار من الإفطار والسحور فوق طاقة الجسم, والحصول على المقصود من حكمة الصيام.ولكن للأسف, فإن كثيراً من الصائمين يقضون فترة المساء في تناول مختلف الأطعمة, ويتم حشو المعدة بأنواع عدة من الطعام, وقد يأكلون في الصيام أضعاف ما يأكلونه في الحياة العادية, ولهذا تنتفي الفائدة من حكمة الصوم. |
|