|
علوم لما يحمله من أبعاد أخلاقية واجتماعية واقتصادية ولا يخفى أىضاً أن الإيدز من الأمراض المنقولة جنسياً وأن لا علاج له ولا لقاح,إلا أن الوقاية منه سهلة ومضمونة ولا تحتاج إلا إلى الالتزام بالقيم والسلوكيات المحمية والصحية,إضافة إلى نشر المعرفة الواعية بمخاطر الإصابة. ولهذا فإن الإرشاد والتدبير للحد من انتشار الإصابات هي من الوسائل الهامة في موضوع المواجهة..ومن هنا تأتي أهمية (الدورة التدريبية حول مهارات الإرشاد في مجال الإيدز واختبار الإيدز الطوعي) التي أقامتها وزارة الصحة بالتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز مكتب اليونيسف,بالإضافة إلى مشاركة المنظمات والجمعيات الأهلية وجهات أخرى والتي بدأت فعالياتها بتقييم المعرفة لدى المشاركين ومناقشة طرق انتقال عدوى فيروس الإيدز والسلوكيات المعرضة للخطر وواقع انتشار الوباء,كما ناقشت موضوع الوصمة والتمييز بين الجنسين المرتبطين بعدوى فيروس الإيدز ثم الإرشاد والاختبار الطوعي كمقاربة أساسية في برامج الإيدز,بالإضافة إلى مناقشة أهمية وعي المرشد والمواقف التي تؤثر سلباً على العلاقة بين المرشد والمستفيد وكيف يحصل التواصل الفعال في مجال الإرشاد.
أهداف وقائية ومن أجل الدخول في بعض تفاصيل هذه المواضيع التقينا عدداً من المشاركين في الورشة وكانت البداية مع الدكتور عماد الدقر منسق مشروع الإيدز في اليونيسف حيث قال:إن هذه الدورة هي جزء من عدة فعاليات,تقوم منظمة اليونيسف في دعمها في مجال الوقاية من الإيدز للشباب والأطفال وفي سورية بالتعاون مع جهات عديدة من الوزارات والمنظمات والجمعيات الأهلية,حيث يتم خلال هذه الورشة تدريب الكوادر التابعة لهذه الجهات على إجراء الإرشاد والمشورة للمصابين بعدوى الإيدز والأشخاص الراغبين بإجراء التحاليل للتأكد من سلامتهم من الإيدز,حيث أن منظمة اليونيسف في سورية قامت بدعم إنشاء مراكز للتوعية والمشورة لدى منظمة الهلال الأحمر وجمعية تنظيم الأسرة ووزارة الصحة وهذه المراكز ستقدم المعلومات الصحيحة حول مرض الإيدز والمشورة للشباب الراغبين بالاطمئنان على أنفسهم,وسوف تقوم فرق هذه المراكز بالوصول إلى الشباب في مختلف المواقع في المدارس وخارجها حول ضرورة الوقاية من مرض الإيدز,علماً أن معدلات انتشار هذا المرض في سورية من أخفض المعدلات في العالم ولكن هذا هو الوقت المناسب للعمل حتى لا يصبح هذا المرض مشكلة في المستقبل. آليات الدعم النفسي والاجتماعي ويلخص الأستاذ أنس حبيب منسق المشاريع في جمعية تنظيم الأسرة محاور الورشة بأنها تدريب حول مهارات الاتصال والتواصل وفن الإرشاد النفسي والاجتماعي للفئات عالية الخطورة ومرض الإيدز,حيث تتضمن الورشة لعب أدوار حول آليات الدعم النفسي والاجتماعي للمترددين على مراكز المشورة للشباب المتوزعة ضمن ثلاث محافظات سورية إضافة إلى مراكز صحية خاصة بوزارة الصحة,وتنفيذ عمل مجموعات حول منهجية جلسات الإرشاد النفسي والاجتماعي والصحي لمرض الإيدز. ويقول:هذه الورشة استكمالاً لخطة العمل التشاركية بين منظمة اليونيسف والجمعيات الأهلية والمنظمات ذات العلاقة والجهات المعنية حيث سيتم التوجه للسجون ومعاهد الأحداث والفئات عالية الخطورة ضمن تجمع السيدة زينب. وتعد هذه الورشة مفيدة جداً نظراً لما للإرشاد والدعم النفسي والاجتماعي لمرض الإيدز من أهمية في إدماجه ضمن المجتمع دون أي وصمة أو تمييز. هي فرصة للتوعية وتحدثت الدكتورة أنجيلا بايرن طبيبة نفسية تعمل في عيادة الإيدز في مشافي لندن بأن الموضوع الأساسي الذي تطرحه الدورة هو المشورة من أجل التحليل الطوعي لعدوى الإيدز وإعطاء المشاركين المهارات ليكونوا قادرين على معرفة عوامل الخطورة عند الأشخاص الراغبين بإجراء المشورة وإعطائهم معلومات حول الاختبار وكيف يمكن أن يستجيبوا للنتيجة. وتقول بما أن معدلات انتشار الإيدز في سورية منخفضة فإن غالبية الحالات التي سوف يتعاملون معها سوف تكون نتائج اختبارهم سلبية خالية من الفيروس وهذه الطريقة هي الفحص الطوعي والمشورة وهي فرصة كبيرة لتوعية الشباب حول مخاطر بعض السلوكيات أو طرق الوقاية. فمثلاً:المرأة الحامل المصابة بالإيدز وعلى الرغم من أن لكل دولة ولمنظمة الصحة العالمية توصيات وسياسات خاصة بالأم الحامل المصابة بعدوى فيروس الإيدز فإنها يجب أن تخضع لمشورة حول إمكانية إعطائها الأدوية المضادة للفيروسات خلال فترة الحمل وإخضاعها للولادة بالطريقة التي يمكن أن تخفّض من خطر انتقال العدوى إلى المولود وننصح أيضاً بالرضاعة الاصطناعية وتجنب الرضاعة الطبيعية في حال توفر البدائل الآمنة لذلك. حرية الاختيار و السرية ومن جانبها تحدثت الاختصاصية أليسار فندي من المرصد الوطني لمكافحة المخدرات وعن أهمية الإرشاد في مساعدة الأفراد على تحمل أعباء حياتهم من خلال تطوير قدراتهم لاتخاذ القرارات بحكمة وواقعية وتغيير سلوكهم الشخصي للوصول إلى نتائج أفضل وتوفير المعلومات. وتأتي أهمية الإرشاد مع الاختبار الطوعي على المستوى الفردي في معرفة الأشخاص بإصابتهم بالعدوى والتخفيف من خطر النقل والحصول على الرعاية والعلاج وخصوصاً أن ذلك يجب أن يقدم بشكل طوعي,لأن إلزامية اختبار الإيدز غير مفيدة من ناحية الوقاية وغير أخلاقية فهي تحرم الأفراد من حرية الاختيار والمحافظة على السرية وتقول:إن الانفتاح على موضوع عدوى فيروس الإيدز يساعد على التخفيف من الوصمة ويؤدي إلى خلق مجموعات من مثقفي الأقران وتوفير العناية وتغيير السلوك,مع العلم أن نتائج الاختبار سرية على جميع السجلات الطبية والحصول على المعلومات يكون فقط لمقدمي الرعاية الصحية من المهتمين الذين لهم دور مباشر في حياة المريض,حيث أن الإرشاد يركز على حاجات الشخص المستفيد ويتصل بأمور وظروف كل مستفيد وهو عملية تفاعلية تشاركية تقدم باحترام. لدينا مجتمع عالي الخطورة ويقول الدكتور عادل عياش..مندوب وزارة الداخلية من المشاركين في الدورة: إن أغلب المصابين بمرض الإيدز هم أشخاص من خارج القطر وغالباً ما تكون الإصابة عن طريق التعامل,ونحن نتواصل مع المرضى السجناء بمختلف مستوياتهم ونقدم العلاجات اللازمة بالتعاون مع وزارة الصحة,إلا أن هذا لا يعني أن لدينا نسبة إصابة عالية فخلال سبع السنوات الماضية لا يوجد أكثر من أربع حالات,,لكن لدينا مجتمع عالي الخطورة من متعاطي المخدرات وممتهني الإجرام الجنسي بالنسبة للإصابة بالإيدز وغيرها من الأمراض السارية. والإرشاد بطرق سليمة يخفف من وقع الصدمة وردة الفعل,كما أنه جزء من العلاج والوقاية,حيث لدينا الآن مشروع إحداث مركز للمشورة والتحليل الطوعي في السجون,بالإضافة إلى أننا نقوم بمسح سنوي للكشف عن أمراض الكبد والإيدز. |
|