تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مشروع صناديق التنمية الدوارة في قرى اللاذقية .. السعي لمشاركة المرأة في أنشطة زراعية ومهنية وحرفية

اللاذقية
مجتمع
الأحد 2/10/2005م
لمى يوسف

نظرا للتوجه الاقتصادي للحكومة الذي يهدف الى تحسين معيشة المواطنين ومعالجة البطالة والقضاء على جيوب الفقر الموجودة اقيم مشروع صناديق التنمية الدوارة وذلك في إطار البرنامج الوطني لتمكين المرأة الريفية,

الذي سيستمر لغاية 31/12/2005 حيث سينفذ البرنامج على مدى 5سنوات بمبلغ اجمالي لن يقل عن 0,25% من مجمل الميزانية الاستثمارية كما اقره مجلس الوزراء منها 150 مليون ليرة سورية وزعت للمنطقة الشرقية تنفذ بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة لخدمات المشاريع و100 مليون ليرة سورية لتصرف بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي بريف اللاذقية ومناطق الحزام الاخضر والبادية و60 مليون ليرة سورية تنفذ من قبل هيئات محلية منها هيئة الاسرة السورية ودائرة المرأة في مديرية الارشاد الزراعي والاتحاد النسائي إضافة الى 50 مليون ليرة سورية بالتعاون مع فردوس..وستكون الخطة في العام القادم أكبر. عن مشروع صناديق التنمية الدوارة في قرى محافظة اللاذقية واهدافها التقت الثورة الخبير بالتنمية المحلية والحد من الفقر في هيئة تخطيط الدولة أ. سعيد زاهر فأكد قائلا: تستند الخلفية العامة لمشروع تنمية المجتمعات المحلية في ريف القرداحة على تحليل واقعي تبين بنتيجته أن هذه المجتمعات تعاني بصورة عامة من تدني قدراتها الاقتصادية والاجتماعية على تلبية حاجاتها الاساسية والتعامل مع مشكلات الفقر والبطالة وتهميش دور المرأة في المجتمعات الريفية بشكل خاص. فبالرغم من المكاسب التي حققتها استراتيجيات التنمية على المستوى الوطني ونجاحها في قطاعات متعددة او فئات معينة ضمن المجتمعات المحلية. لم يكن للمردود الاقتصادي والاجتماعي على المستوى المحلي من الأثر الملموس في تقليص حدة الفقر واتاحة الفرص للاستخدام المنتج .‏‏

فالنمو الاقتصادي ضمن المجتمعات المحلية محكوم بشح الموارد وضعف الاستثمارات وتدني الإنتاجية. فكم يعاني العنصر البشري من بعض الضعف في الخصائص المتعلقة بالمهارات وضعف الاستفادة من مرافق الخدمات الاساسية . فالبعد الاجتماعي يتسم بتزايد مشكلات الفقر ومحدودية فرص الاستخدام وعدم فعالية شبكات الامان الاجتماعي والمشاركة ومقومات الحفاظ على البيئة ..‏‏

ويضيف: يعتمد النهج الاساسي للمشروع على المشاركة الشعبية وبخاصة مشاركة المرأة الكاملة عن طريق تعبئة الطاقات والموارد المتاحة محليا لتطوير التعاون والاعتماد الجماعي على الذات كوسيلة رئيسية للتنمية المحلية. وهذا النهج هو اقل كلفة والاكثر مردودا من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية, إذ انه يعتمد الاتجاه التنموي من الاسفل الى الأعلى عن طريق القيام بمشاريع تنمية تنطلق من القاعدة المحلية لتصل الى المستوى الوطني مرورا بالمستويين الاقليمي والمناطقي كوسيلة مكملة لمشاريع التنمية المركزية..‏‏

وهذا النهج احدى سمات الخطة الخمسية العاشرة التي يجري اعدادها على المستوى الوطني.. وكبذرة للمشروع نحو رؤية استشرافية لمسارات التنمية السورية /سورية 2025 /فإن فلسفة المشروع في هذا الاطار لا تنطبق فقط على تنمية منطقة بعينها بل سيجري تطبيقها على مجمل مناطق الريف السوري الذي حددته خارطة الفقر التي نشرت مؤخرا والتي اعدتها هيئة تخطيط الدولة بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي والتي ستشمل حوالى 750 قرية في انحاء متفرقة من الريف السوري .‏‏

ويشير الى أن الاهداف الانمائية المباشرة تندرج ضمن اطار الاهداف الانمائية العامة التي ترسمها الدولة والتي ترتكز على دعم ثلاثة قطاعات هي العام والخاص والأهلي وتستند على خطة عمل جرى وضعها على اساس نتائج المسح الميداني ورؤية المجتمع المحلي لاحتياجاته التنموية وماهية الموارد المتاحة لتلبية هذه الاحتياجات.‏‏

لذلك تتضمن الخطة مجموعة من النشاطات المتكاملة التي تكفل تلبية المجالات التنموية الواردة ضمن الاهداف العامة وهي التنمية الاقتصادية المحلية وتشمل النشاطات الزراعية والمهنية والحرفية والتي تعتمد على زيادة الانتاج عبر استخدام الوسائل الحديثة, وتطوير مجالات التسويق, توفير خدمات التدريب والارشاد اضافة الى تأسيس الصندوق الدوار للقروض الذي سيشكل المكون الأساسي لتأمين رأس المال المحرك لمجمل المشاريع الاقتصادية التي يستهدفها المشروع ويرغب في تنفيذها ابناء المجتمع المحلي المستهدفون .‏‏

كما التنمية البشرية المحلية عبر نشاطات محو الأمية, وتوفير الرعاية الصحية الاولية بالتعاون مع المؤسسات والهيئات ذات العلاقة . إضافة الى رعاية الامومة والطفولة, ونشر الوعي وتوفير خدمات التأهيل والتدريب وتوفير خدمات ادماج المرأة وتمكينها من اجل تسلم مواقع قيادية في إدارة تنمية المجتمع المحلي وفي مواقع صناعة القرار اضافة الى التنمية البيئية المحلية التي تأتي مكملة للاهداف المباشرة من ناحية نشر الوعي البيئي وتشجيع الحفاظ على الموارد الطبيعية وديمومتها لتنتهي بالتنمية المؤسسية عبر انتخاب لجان التنمية المحلية واعطاء المرأة الاساس في قيادة هذه اللجان بعد تدريبها وتأهيلها وهي من أهم اهداف الاستراتيجية لتنفيذ وتحقيق اهداف التنمية المحلية ..‏‏

وفيما يتعلق بانشاء الصندوق الدوار اشار الخبير زاهر الى انه الأداة الأساسية لتمويل المشروعات الصغيرة المدرة للدخل ويأتي مرافقا لدورات خاصة بتأسيس المشاريع يشارك فيها جميع النساء الراغبات بتأسيس مشاريع في جميع القرى المستهدفة بالمنطقة وعددها عشر قرى اضافة الى عدد من المزارع التابعة لها لتكون نواة للتوسع في القريب العاجل.. ومن أجل ادارة هذا المشروع فقد جرى انتخاب لجان محلية من العناصر الشابة تشكل النساء ثلثي عدد اعضائها مع احتفاظهن بمنصبي الرئاسة وامانة الصندوق لجميع اللجان..‏‏

كما جرى انتخاب عشرة اعضاء جميعهن من النساء يشكلن لجنة المنطقة اي اللجنة المحلية لإنماء منطقة ريف القرداحة ..‏‏

ويعتمد هذا المشروع الكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة تأهيلا جيدا والتابعين لدوائر الارشاد الزراعي في المحافظات كافة وبالتعاون الكامل مع برنامج الغذاء العالمي بموجب اتفاقيات معقودة مع الحكومة السورية لمتابعة تنفيذ هذا البرنامج في هذه المنطقة ومناطق اخرى ..‏‏

وتابع مبينا أن ادارة اي مشروع تلعب الدور الهام والأساسي في انجاحه واستمراريته وتحقيق الاهداف المتوخاة للمشروع وفيما يتعلق بإدارة وتنفيذ ومتابعة مشاريع التنمية المحلية كما هو المشروع الحالي يكتسب اهمية قصوى فيما يطرحه وسيطرحه من نهج متعدد ومتداخل التخصصات للاضطلاع بأنشطة متنوعة تبعا لتداخل الاهداف المتنوعة ..‏‏

كما يعنى بتنسيق هذه التداخلات وتأثيراتها والتنسيق بين جميع الأجهزة ذات العلاقة بتحقيق التكامل في اهداف المشروع من الشأن الاقتصادي بكامل مفرداته وقطاعاته( زراعية, سياحية, حرفية) إضافة الى قضايا النقل والتسويق..والشأن الاجتماعي والتنمية البشرية بمكوناتها الصحية و التعليمية والثقافية والشأن البيئي هذا بالاضافة الى تحريك المجتمع المحلي بكل فئاته واستغلال جميع الطاقات والامكانات المتوفرة محليا ( مادية او معنوية ) كل ذلك يتطلب أن تكون اللجان التي ستقوم بهذه المهام على قدر كبير من المهنية والقدرة التي تؤهلها للقيام بهذا الدور الهام والتعاطي الايجابي مع جميع المتدخلين من مستفيدين ومانحين على حد سواء.‏‏

فكان لابد من إعداد برنامج تدريبي خاص هو الاول من نوعه ليحقق تدريبا متعدد الاغراض يعتمد اساليب تم اختيار قسم منها.‏‏

ويجري من خلال الدورات الحالية اختيار القسم المتبقي مع الاخذ بعين الاعتبار الظروف الخاصة بالمجتمعات المستهدفة منها اساليب تخطي معوقات التنمية المحلية, تحريك المجتمع المحلي واجتذاب المتطوعين, مبادىء واساسيات التنمية المحلية بالمشاركة الشعبية, كما مبادىء واسس الصندوق الدوار والادارة المالية إضافة الى قواعد الشفافية والمساءلة في المجتمع المحلي, والمتابعة والتقييم.‏‏

والجدير ذكره أنه سيخصص صفحة خاصة على الانترنت لعرض كافة النشاطات التي قدمت والتي ستقدم تعريفا بالخطوط العريضة لأهداف المشروع بهدف تحويل المنطقة الى مركز جذب تنموي سياحي بالدرجة الاولى وللتواصل مع ابناء المنطقة المغتربين .. وحثهم على الاستثمار في مناطقهم .. .‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية