|
لندن ويقول انها لن تكون كالتاتشرية او الاتيلية (نسبة إلى كليمنت اتيلي أبي الخدمات الصحية البريطانية) التي سعى لان يكون مثلهما. في كتابه تأثير بلير 2001-2005 يفحص سلدون الشروط السياسية والاقتصادية التي واجهت حزب العمال في ولايته الثانية, اهدافها وانجازاتها. والكتاب نتيجة جهد جماعي و يتضمن مساهمات قدمها عدد من المعلقين السياسيين والاكاديميين ,الذين فحصوا كل مظاهر رئاسة بلير في الولاية الثانية. متحدثا خلال غداء , قال سلدون ان حكومة بلير الثانية اكتسحت السلطة في ظل شروط مؤاتية لا مثيل لها .امتلكت الحكومة خبرة و غالبية كبيرة سمحت لها بالارتقاء عاليا - وكانت تستند الى اقتصاد قوي . وكانت الحكومة محظوظة كفاية في مواجهة معارضة واهنة - كان على رأس الاحرار الديمقراطيين قائد ضعيف هو شارل كنيدي , بينما كان على رأس المحافظين ايان دنكين سميث ومايكل هوارد , وكلاهما كان من الدرجة الثانية في احسن الاحوال , و قضيا معظم الوقت يدوران حول نزوات جناح الصحافة اليمينية . لقد استفادت الحكومة من وسائل اعلام لطيفة , وتحديدا الصحف و الاقنية - التايم اللندنية , وذا صن , وذا نيوز اف ذا وورلد, وتلفزيون سكاي, الذي يملكه قطب الاعلام روبرت مردوخ الذي توصف علاقته برئيس الوزراء بالأسطورية. وقال سلدون كانت فرصة غير عادية للحكومة كي تسجل علامة كبيرة. واضاف سلدون انه بمقارنتها ببيانها في 2001 , فان انجازات حكومة بلير تستحق بعض الإشادة . ويشير سلدون في كتابه الى ان البليرية تقول ان الحكومة تناولت بنجاح اهتمامات الناخبين ازاء البطالة والصحة والتعليم والجريمة . فالاهداف المتعلقة بلوائح الانتظار الصحية , والرعاية الاولية واعداد المعلمين واعداد الشرطيين وطلبات اللجوء تم تحقيقها في .2005 مع ذلك فان ما تبقى هو مدى فاعلية هذه الاهداف .واضاف انه على الرغم من الانفاق الحقيقي المتزايد فان بريطانيا ما تزال الى حد ما بعيدة عن تحقيق الخدمات العامة العالمية النوعية الموعودة. وقال سلدون ان اخطاء بلير بارزة اكثر من نجاحاته , ومعظمها كان في مجال السياسة الخارجية. واضاف ان احد أخطائه الملحوظة كان أوروبا, لان بلير عرض التكامل الأوروبي والعضوية في منطقة اليورو كهدف أساسي في ولايته الثانية. وتابع, انه وبشكل مناقض فان علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي كانت بحلول منتصف 2005 في ادنى درجاتها منذ انضمامها في .1973 وقال سلدون ان معارضة بلير بالنسبة لأوروبا تم إنقاذها الى حد ما بالرفض الفرنسي والهولندي للدستور الأوروبي . واضاف ان مساعدين في مقر رئاسة الحكومة وصفوا اللحظة التي صرخ فيها الفرنسيون لا ب توقف القلب .واضاف انها مساعدة سقطت من السماء لانقاذ بلير . وقال سلدون ان خطابه المثير في تموز عن الحاجة الى اصلاح الاتحاد الأوروبي لمواجهة تحديات العصر الحديث عزز موقفه ايضا, لكن لسوء الحظ فان خططه الطموحة لاعادة تشكيل اوروبا حول قاعدة السوق ونظام اقل توجيها ستستغرق سنوات حتى تثمر والسنوات في مقر رئاسة الحكومة سلعة لا يمتلكها . وباتت اوروبا تضرب المثل بضعف بلير في التخطيط المسبق , واعتقاده المتفائل جدا بان الأمور ستنتهي بشكل جيد . وقال سلدون بعدها , جاء العراق الذي سيكون مغامرة طائشة.و سيشكل قاعدة شرعيته ولكن ليس بالشكل الذي الذي امل فيه . وعرض سلدون نقاطا مميزة من تشخيصات قرار بلير غزو العراق. وقال كان نتاج ايمانه العقائدي الراسخ لحق التدخل الخارجي لمصلحة الديموقراطية. . ودعمه الذي لا يتزحزح للرئيس الأميركي جورج بوش وعدم قدرته على الوقوف امام رجل قوي. وقال انه بعد اعتداءات 11 أيلول 2001 فان أي زعيم كان يمكن ان يذهب الى أفغانستان. اما العراق فكان خطوة ابعد. ووصف سلدون ب المخادع قول حكومة بلير ان الخيار المتوفر لها كان غزو العراق او ترك صدام في السلطة. وقال كان هناك الاف الخيارات الأخرى. ولو كان لبلير اتخاذ قرار واحد في فترة ولايته , فهذا هو . واضاف كان كارثة كلية عمل غير اخلاقي سيثبت سقوطه الحتمي. مع ذلك فان سلدون لا يعتقد ان بلير كذب في العراق.كانت حالة يائسة منه أراد فيها تصديق شيء وسماع ما يريده. وقال سلدون ان بلير كان عاجزا عن استخدام العقول الكبيرة المؤهلة حوله في وزارات الخارجية والدفاع والتنمية العالمية. بدلا من ذلك فقد احاط نفسه باصدقائه - مستثنيا من مقر رئاسة الحكومة - ما سماه دينوقراطية - مع اهتمام قليل لاراء الخدمات المدنية. وقال سلدون ان بلير لم يخطط ابدا كيف يستفيد السلطة. واضاف بطريقة مماثلة ايضا لم يكن بلير يملك رؤية واضحة عمادا يريد ان يفعل بالسلطة . مع كل استغراقه الاولمبي فان ايمان بيلر كان ضعيفا وغير متماسك - جسد على غرار الرؤى الدينية لجون ملكومري وبطلته السياسية مارغريت تاتشر. واشتكى مساعدون في رئاسة الحكومة من تفكيره المشوش وجداول اعماله التي لم يفهمها احد. وكتب سلدون ان البليرية تحولت الى سلطة - خليط من الاعتقادات العمالية التقليدية بالإنفاق الكبير والتحكم المركزي , ما يشبه سياسة هارولد ويلسون التقنوقراطية الإدارية ,و التخطيط والاهداف في إطار دولة الرفاه , وتاتشرية جديدة ملتزمة بتوسيع الاسواق وتسعير الخدمات العامة. وحجم خلاف بلير مع وزير المالية غوردون براون طموحاته. انها العلاقة - التي وصفها سيلدون ب خط الخطأ الذي يمر من وسط حكومة بلير - وادت الى تاسيس معسكرين في قلب حزب العمال . بالنتيجة فان طموحات بلير الأكثر جذرية خنقت وبرزت كسياسة كانت في احسن حالاتها كمنزل جزئي بين المعسكرين. من غير الواضح متى سيتنحى بلير نهائيا , مع ذلك فان الرغبة في ان يذكر في التاريخ كواحد من رؤساء وزراء بريطانيا العظماء - كمارغريت تاتشر, او كليمنت اتلي ابو الخدمات الصحية الوطنية - يحتمل ان تبقيه الى فترة أخرى في السلطة. ويقول سلدون انه في احسن الاحوال فان حكم التاريخ على رئاسة بلير يحتمل ان يكون مخيبا للامال, وفي أسوئها الرجل الذي صنع القرارات الأكثر كارثية في السياسة الخارجية منذ اجتياح انتوني ايدن لقناة السويس في .1956لكنه اضاف الشيء الذي تعلمته من بلير هو الا اشطبه ابدا ئ |
|