|
رؤية في جميع جوانب المعرفة والاقتصاد والسياسة انطلاقا من فلسفة البقاء للأقوى, وهو نهج لايبتعد كثيرا عن فلسفة طبعت الفكر الاستعماري في القرن التاسع عشر. وباعتبار ان قادة هذا النهج يملكون قوة حربية مدمرة يرون ان على الجميع الخضوع والاستكانة لما يريدون فرضه على الآخرين, وهم لايتوانون عن الصاق التهم وارتكاب المجازر بحق الشعوب الصغيرة المخالفة لافكارهم والعصية على الخضوع لهم. ومن يقرأ التاريخ جيدا يرى ان هذه الفلسفة تتناقض مع حقائق التاريخ والجغرافيا, فالتاريخ يقول ان البقاء للفكر الانساني البناء الحضاري, وان لم يكن له دولة قوية تنصره, بينما يكتب تاريخ القوى المدمرة في صفحات سوداء لانها لاتمتلك فكرا انسانيا حقيقياً. وقد مرت على المنطقة العربية قوى مدمرة استطاعت اجتياح اقطار عديدة خلال فترة زمنية قصيرة فارتكبت المجازر وهدمت البنيان وألقت الكتب في الأنهار,وننظر الآن فلا نرى لها أثراً, بينما بقيت الحضارة العربيةفي كل منطقة مرت فيها ولاتزال ثقافتها ومعارفها وصروحها العمرانية باقية حتى يومنا هذا رغم انحسار سلطانها السياسي عن تلك المناطق. وهذا يؤكد ان قوة الثقافة هي الاقوى والأنقى والأبقى, بينما مصير ثقافة القوة الى زوال هذا مايقوله الماضي وهذا ماسيقوله المستقبل, وان كانت مؤشرات الحاضر لاتقول هذا. |
|