|
الصفحة الأولى
أو أحد تنظيمات المرتزقة الصهيوأميركية، في محاولة لإحداث تغيير بالمشهد يُتيح لمنظومة العدوان العودة للاستثمار بكذبة الكيماوي. التحضيرات إياها اكتملت غير مرة منذ الربيع الماضي، وتبدو مُكتملة اليوم لا ينقصها سوى صدور أمر العمليات من المشغل الأساسي لفصائل الإرهاب، واشنطن تحديداً، وهي التي تَستعين بنظام اللص، ولم تتخل عنه كما اعتقد البعض، سواء بتحديد الذراع الذي ستُسند لها المهمة، أم بتعيين الموقع المُرشح للعملية، وبتحديد ساعة الصفر التي يُفترض أن تُوفر أهم حصاد سياسي كنتيجة ما زال البيت الأبيض يَتوهمها بالتشارك مع أنقرة والدوحة والرياض وباريس ولندن!. الحديثُ التركي عن توسيع دائرة العدوان، لا يَنفصل عن التحضيرات الجارية للاستفزاز الكيماوي، ولا يَنفك عن مُحاولة تفجير اجتماعات جنيف أو عرقلتها وإغراقها بتفاهات ما يَطرح الوفد المُرتهن للخارج الذي يُترجم تعليمات مُشغليه ويَعكس مباشرة نياتهم المُبيتة، بتجاوزاته المُرتكبة على مدونة السلوك، وبتَطاوله وخَرقه قواعد الإجراءات التي وُضعت كمِحك لعمل لجنة مناقشة الدستور!. يَعتقد نظام اللص أردوغان ومعه واشنطن ومُكونات تحالف العدوان أن من شأن التشبيك بين ارتكاب حماقات توسيع العدوان، والاستفزاز الكيماوي، وعرقلة جنيف، أن يُولد ضغطاً على دمشق تَكبر معه أوهام انتزاع تَنازل يُعوض على منظومة العدوان خَيبتها وانكسار مشروعها، أو لا يَسمح لسورية أن تَستكمل انتصارها الذي سيَفرض في اليوم التالي لإعلانه استحقاقات لا يُمكن التهرب منها. ورقةُ الركائز الوطنية المُقترحة من قبل الوفد الوطني إلى اجتماعات جنيف هي ورقة سياسية، صحيحٌ أنها تندرج بإطار عمل لجنة مناقشة الدستور، غير أن الصحيح أيضاً أنها الامتداد الحقيقي لما أنجزه الجيش العربي السوري على الأرض، في ميادين القتال، على جبهات التصدي، وعلى محاور الإسقاط لكل مُخططات الاستهداف بدءاً من إسقاط محاولة إضعاف سورية لتَحجيم دورها، مروراً بإسقاط محاولة تَمزيقها، وليس انتهاء بإسقاط محاولة فرض الشروط المُذلة عليها. ورقة الركائز الوطنية تلك، تَنطوي على هذه المَقادير من الأهمية، بل وأكثر، ولذلك يَتهرب منها الوفد الآخر المُرتهن لمنظومة العدوان الذي يَتلقى أوامره مباشرة من مُشغليه ويَنطق بلسانهم!. على أيّ حال، ربما لن يتوقف الرد السوري عند حدود الموقف الحازم الذي عبر عنه الوفد الوطني إلى جنيف، بل ربما سيَتجاوز بتطوراته ما جرى على محاور القتال بريف إدلب الجنوبي، وهناك في رأس العين ومنطقة الجزيرة .. فاجتماعات أستانا القادمة لا يَفصلنا عنها سوى القليل من الأيام الحبلى بما من شأنه أن يُبدد الوهم المُقيم بأعماق اللصين ترامب وأردوغان، ولا يُبقي مكاناً لتبادل الخدمات بين فعل قذر وآخر أشد قذارة!. |
|