|
وكالات - الثورة وسبق للقيادة الإيرانية أن ذكرت تلك الدول بالاسم، وعلى رأسها أميركا، وتتعزز دلائل المؤامرة أكثر مع إعلان وزارة الأمن الإيرانية عن احتجاز 8 أشخاص مرتبطين بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» على خلفية الاحتجاجات الأخيرة، هذا في وقت أعلن فيه الاتحاد الأوروبي أن مسؤولين من الصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا سيعقدون اجتماعا مع إيران في فيينا في السادس من كانون الأول المقبل لبحث كيفية الحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015، وذلك وسط تشكيك روسي في الخروج من الاجتماع بنتائج إيجابية. وفي التفاصيل: أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي أن الشعب الإيراني أحبط مؤامرة خطيرة خلال الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أن الإيرانيين أثبتوا مرة أخرى أنهم شعب قوي. ونقلت وكالة «إرنا» عن الخامنئي قوله أمس خلال استقباله الآلاف من التعبويين في طهران إن الشعب الإيراني أحبط مؤامرة واسعة وخطيرة جدا وظف الأعداء أموالاً طائلة لها وبذلوا جهودا كبيرة ليقوموا بالتخريب والأعمال الشريرة والقتل. وأضاف الخامنئي إن قوى الأمن الداخلي الإيرانية والتعبئة والحرس الثوري دخلوا الساحة وقاموا بواجبهم في مواجهة صعبة، منوهاً كذلك بما قام به الشعب الأسبوع الماضي من مسيرات تنديداً بأعمال الفوضى والشغب. وأعلن وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي في وقت سابق أن أحداث الفوضى والشغب الأخيرة أدت إلى إحراق 731 مصرفاً والعديد من المراكز والممتلكات العامة فيما فشل مثيرو الشغب في تفجير أكبر مستودع للبنزين في إحدى مدن البلاد. من جهته أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الشعب الإيراني سيواصل مساره ولن يستسلم أمام مؤامرات الأعداء. وقال روحاني في كلمة له أمس في مدينة تبريز مركز محافظة أذربيجان الشرقية إن الأعداء كانوا يتصورون أنهم سيقضون على النظام الإيراني من خلال حرق المستشفيات والمتاجر والسيارات الخاصة بالناس ولكن الشعب الإيراني أثبت أنه لن يستسلم أمام الأعداء. وأضاف روحاني إن العدو نجح في الإخلال بالأمن العام لمدة 48 ساعة فقط وكان يتصور أن الأزمة ستطول لأشهر وستحدث حرباً داخلية في إيران ولكن الأميركيين لم يتخيلوا أبداً أن الشعب الإيراني سيخرج بهذه الكثافة إلى الشوارع للدفاع عن بلاده. وكانت العاصمة الإيرانية طهران ومدن أخرى شهدت خلال الأيام الماضية مسيرات مليونية حاشدة تنديداً بأعمال الشغب والفوضى التي جرت في بعض المدن مؤخراً وأدت إلى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة فضلاً عن إصابة عدد من قوى الأمن الإيراني. إلى ذلك أعلنت وزارة الأمن الإيرانية عن احتجاز 8 أشخاص مرتبطين بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه»، على خلفية الاحتجاجات الأخيرة في البلاد. وكشف المدير العام لشؤون مكافحة التجسس بالوزارة أمس أن عددا من العناصر التي كانت تعمل على جمع المعلومات حول أعمال الشغب ونقلها إلى خارج البلاد ووضعها في متناول يد الأجانب، تم رصدهم وإلقاء القبض عليهم قبل قيامهم بهذا الأمر. وفي سياق متصل أعلنت الوزارة نفسها، عبر موقعها الإلكتروني أن هذه العناصر التي كانت قد دُربت على جمع المعلومات تحت غطاء «المواطن الصحفي» لدى دول مختلفة وبتمويل من جهاز الاستخبارات الأمريكي «سي آي إيه» وضعت تحت الرصد الاستخباري من قبل وزارة الأمن حيث اتضح عقب تصعيد الشغب، بأنها تلقت أوامر للحضور في هذه الأحداث وإعداد تقارير ولا سيما مصورة حولها. وعلى هذا الأساس أعلن المصدر نفسه، أنه تم القبض على 6 من هؤلاء العناصر الذين كانوا متواجدين في أماكن أعمال الشغب وهم ينفذون «أجندات الجهاز الاستخباري الأمريكي». وأضاف أن اثنين آخرين كانا يجمعان المعلومات لنقلها إلى الخارج، وجرى اعتقالهما قبل مغادرتهما البلاد. أعلن الاتحاد الأوروبي إن مسؤولين من الصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا سيعقدون اجتماعا مع إيران في فيينا في السادس من كانون الأول المقبل لبحث كيفية الحفاظ على الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015. وجاء في بيان أصدره الاتحاد أن اللجنة المشتركة سترأسها هيلجا ماريا شميد، الأمين العام لجهاز العمل الخارجي الأوروبي وتحضرها الدول الثلاث الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى الصين وروسيا وإيران، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز. من جانبه أعلن نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف أمس أن روسيا ستشارك في الاجتماع على مستوى نائب الوزير المسؤول، لكنها لا تعول على نتائج كبيرة. وقال ريابكوف للصحفيين:»بصراحة أعتقد أن الفعاليات في هذه الصيغة هي دائماً مطلوبة، دائماً جدول الأعمال صعب، وللأسف لا نشهد تحسن الوضع في هذا الاتجاه لوقت طويل، للأسف لا نرى أن جهود الدول التي تدخل في اللجنة المشتركة والتي تنعقد بهذه الصيغة تؤدي إلى النتيجة المرغوبة. وأضاف:بالطبع سوف نشارك على مستوى نائب الوزير المسؤول، وسوف نظهر بما في وسعنا بأنه لا يوجد بديل للعمل الجماعي على حماية الاتفاقات. ويأتي الاجتماع في ظل استمرار العقوبات الأمريكية على إيران، ومع فشل المحاولات الفرنسية الأخيرة في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، الأمر الذي يثير التساؤل حول ماهية الشيء الجديد الذي يمكن أن يقدمه الاجتماع للحفاظ على الاتفاق النووي؟. |
|