|
أبجد هوز وتستقبل نسائم شرقية عليلة من قلب الغوطة، لتذكرني بأغان جميلة من زمن آخر جميل..! بعد سنوات قليلة - ونتيجة الاجتياح العشوائي للحارة بالأبنية المخالفة - أصبحت شرفتي مجرد «شاهد زور» على «نشاط» مكثف لحيتان العقارات الذين رفعوا في فترة قصيرة «ناطحات سحاب» جديدة تسد الأفق من كل الاتجاهات وتحجب الهواء والشمس وتقطع الماء والكهرباء، وتضيف ضيوفاً جدداً بعادات وطقوس جديدة، فأصبحت جاراً «سعيداً» لعدد من كشاشي الحمام الذين يعتلون ظهور أبنيتهم ويمارسون هواياتهم المفضلة في «الكش» و«التصفير»، وتحولت الأزقة القريبة إلى «كراجات» لعربات بيع الخضار والفواكه والخبز اليابس وطنابر المازوت وهوندايات بيع الغاز والأدوات المستعملة، ومسرح جوال لأطفال يحفظون أغاني رديئة من زمن رديء على شاكلة «أغراض عتيقة للبيع»..!! ومثلي مثل حارتي أيضاً كنت «شاهداً» على «نشاط» مكثف لعمال البلدية وهم يزيلون مخالفات الناس البسطاء العاجزين عن «إرضاء» خاطر البلدية التي كانت تضرب «بيد من حديد» جدران غرفهم دون رحمة، بينما تصافح باليد الأخرى - وهي من حرير بالمناسبة - حيتان العقارات الذين «بنوا» عشوائياتهم المرتفعة على عينك يا تاجر «عفوا» يا بلدية..! بالأمس تذكرت هذه الحادثة، وأنا أسمع «وعيد» وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لمن يرفع أسعاره هذه الأيام، و»تهديدها» باليد الحديدية، و «سوّلت» لي نفسي «الأمارة بالسوء» أن أسأل بمكر.. هل تقصد الباعة الصغار المنتشرين في الحارات العشوائية، أم إنها ستلاحق حيتان التجارة الكبار الذين يستوردون بسعر دولار «المركزي» المنخفض، ويبيعون سلعهم بسعر دولار السوق السوداء الصاعد باستمرار، ولاسيما أنهم من يحددون أسعارهم ويعممونه على التجار والباعة الصغار.؟! |
|