|
أروقة محلية التي صدرت على لسان معاون الوزير قد خلقت نوعاً من الإحباط عند الطلاب الحاصلين على الدرجات العالية ويرغبون الالتحاق بالاختصاصات إما الطبية أو الهندسية. طبعاً هذا الهاجس مبرر لأنه لا يعقل أن تكون دراسة طلبات المفاضلة في ضوء العام الماضي وإعلان القبول وفق أسسها، دون الأخذ بعين الاعتبار الكثير من الأمور التي يأتي في مقدمتها الظروف الاستثنائية التي تمر على البلد من جهة، وعدم زيادة عدد المقاعد، بحيث يتم التوصل إلى نتائج منطقية وموضوعية من جهة ثانية. ونحن عندما نقول ذلك لقناعتنا بأن الأسس التي تعمل على تطبيقها التعليم العالي في مسألة القبول الجامعي لم تكن منطقية ولا تخضع لمعايير علمية، كونها لا تراعي كما قلنا الظروف التي يمر بها الطلاب، وخاصة أن من يقرأ تصريحات المعنيين بهذه المسألة يلحظ أن ارتفاعاً كبيراً في معدلات القبول وبخاصة الطبية والهندسية حسب المؤشرات المعلنة عنها لأن درجات هذه الاختصاصات كما تقول التعليم العالي جاءت مرتفعة جداً ولا تتماشى مع خطة القبول أو لنقل خطة الاستيعاب، في حين إننا قد قرأنا تصريحاً للمعنيين بأن أعداد المتقدمين للمفاضلة هذا العام أقل من العام الماضي، وهذا يعني أن أعداد المتقدمين من الناجحين في الثانوية هذا العام لا يساوي أعداد الناجحين العام الماضي، وبالتالي هناك 24642 طالباً من مجموع الناجحين لم يتقدموا للمفاضلة، ونعتقد أن هذا الرقم يستحق الدراسة كونه يساعد في وضع أسس القبول وفق المعطيات الرقمية أو لنقل وفق المعطيات التراكمية التي حصلت عليها التعليم العالي من التربية. صحيح أن الدورة الثانية كان لها الأثر في ارتفاع معدل النجاح أو لنقل نسبة النجاح فيما يتعلق بالذين حسنوا علاماتهم من خلال تقديم ثلاث مواد على الأكثر، لكن باعتقادنا أن ما تريد الوصول إليه التعليم العالي هو أن نسبة النجاح لا تساوي عدد المقاعد الجامعية حسب ما يقول المعنيون، ونعتقد أن زيادة 10٪ للتعليم العام و3٪ للموازي تفرض بالضرورة زيادة عدد المقاعد الجامعية من جهة، وزيادة التوسع بالكليات من جهة ثانية لإتاحة الفرصة لجميع الطلاب بالالتحاق بالجامعة وبالاختصاص الذي يرغبون فيه بعيداً عن المناكفات التي تصدر بين الحين والحين هذه المناكفات التي لا تجاري الحقيقة والواقع. نحن مع أن ترتفع معدلات القبول لكن أن يكون ارتفاعها بشكل عقلاني ومقبول بحيث لا يكون بعيداً عن العام الماضي بأكثر من درجتين أو ثلاثة، ونعتقد جازمين أن رقم 6200 مقعد في الجامعات يمكن استيعابها من خلال توزيعها التوزيع العادل على كافة جامعات القطر وبمستويات متناسبة لا أن تحرم الكثيرين ممن يرغبون دراسة الاختصاصات الطبية أو الهندسية وهم بالأساس حاصلون على علامات عالية من تلك الدراسة بسبب علامة أو علامتين. بكل الأحوال الأمل كبير بأن يكون صدور المفاضلة الثانية منطقياً مراعياً لرغبات الطلاب ومحققاً لآمالهم وطموحاتهم وهذا باعتقادنا ما يأملون تحقيقه..!! |
|