|
معاً على الطريق التي هي في الواقع تنبت من طريقة عيشهم وفهمهم للواقع الذي يعيشون وحجم إدراكهم للأخطار المحدقة ببلادهم داخليا وقبلها خارجيا التي هي في الحقيقة وراء كل ما يحدث من مصائب ومحارق في البلاد . كما انه واضح اكثر من الكثير للمشاهد ان إخواننا في السودان لم يحذروا من هذا المرض الآكل والماص للادمغة والمغشي المحير بالحقائق، ولم يأخذوا ترياقاًً يحميهم ويحمي سلامهم وامنهم ويحفظ دم شعبهم بعدما شاهدوا ما شاهدوه من دمار وخراب قد لحق في باقي البلدان التي ابتليت بهذا البلاء ولم يروا ان هم هذه الشعوب في الوقت الحالي هو الخلاص من هذا المرض بلا امل او طموح ان يكسبوا عضلاً ورشاقة بعد الم دام حولين واكثر. وها هم سائرون الى حتفهم غاشين ما حدث ويحدث مع إخوانهم في البلدان العربية . ثمة تدخلات خارجية مدعومة داخليا من أناس لا يعلمون قيمة دم وتراب بلادهم وأننا في هذا الصدد لا نخوّن احداً وانما كما اسبقنا انه فايروس يغشي الحقائق عن أبناء الوطن الام،انما من الواجب حالياًً الدخول في إعادة النصح لمن ما زال يختزن عقلاًً راجحاًً وقلباًً محباًً ونفساًً متسامحة في وقت تسود فيه ثقافة الحقد والكراهية المصنعة بأيادي صهيونية معادية للعرب وثقافتهم وتاريخهم المتسامح القائم على أسس حضارية غطت أصقاع الأرض ذات يوم مضى. تحذير أهالي السودان ومواطنيها واجب إنساني وعروبي، وانتباه السودانيين لما ينتظرهم من ويلات ومآسِ أكثر ضرورة من أي وقت مضى، فالسودان كان أحد الأهداف الاستعمارية الدائمة في المنطقة باعتباره سلة غذاء الوطن العربي ومخزون الثروات الزراعية والمعدنية فضلاًً عن موقعه الجيوسياسي ومرور نهر النيل وفروعه في كل أراضيه، فكانت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب مقدمة لانفصال دولة الجنوب المرتبطة بعلاقات قوية مع كيان العدوان في فلسطين المحتلة، واليوم تستكمل حلقة جديدة تحت ذرائع مكرورة في أكثر من دولة عربية، فالمطالب الشعبية الطريق الملغومة لدفع الناس للنزول إلى الشوارع وتخريب المنشآت العامة والاعتداء على المراكز الحكومية والممتلكات الخاصة والعامة، وصولاًً إلى إشاعة الفوضى والدخول في مرحلة الدولة الفاشلة، أو اللادولة أصلاًً، الأمر الذي يحول الدول العربية واحدة تلو الأخرى إلى مجموعات متقاتلة فيما بينها، في ظل كيان سياسي ضعيف ومفكك. السيناريو الاستعماري يتكرر مع كل الدول العربية وهي لا تستفيد من أخطاء بعضها، فهل ينجح السودان في ما فشل فيه الآخرون. تلك مهمة العرب جميعاًً إن كان ثمة دم عربي لدى حكومات الأمر الواقع. |
|