تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خيال الظل...سهرات دمشقية.. تنافس الدراما في رمضان

منوعات
الأربعاء 25-7-2012
عرفت دمشق أشكالاً عديدة من الفرجة الشعبية كانت تلبي جزئياً حاجة الجماعة إلى فن المسرح حيث كانت خيمة خيال الظل فناً مركباً وأكثر تعقيداً من غيرها من الفنون الشعبية

التي راجت في دمشق في القرن التاسع عشر كصندوق الفرجة والحكواتي وسواها كما جاء في تقرير لوكالة سانا.‏

وكان الكراكوزاتي ومعاونوه ينصبون خيمة الظلال في مقاهي دمشق الشعبية عارضين حكايات ذات أنماط ثابتة وحبكات درامية مرنة تتمدد وتتفاعل بالارتجال مع جمهور المشاهدين ولاسيما في أيام شهر رمضان مقاربةً بذلك أجواء موسم الدراما السورية في أيامنا هذه.‏

ويعتبر الكراكوزاتي ناقدا شعبيا وأديبا حاضر النكتة أعجب ما فيه قدرته على تغيير وتيرة صوته ولهجته ومن الكراكوزاتية المشهورين في دمشق “علي حبيب” الذي درب رائد المسرح السوري أبو خليل القباني على أصوات الشخوص التي تتوزع أدوار الفصل حيث تتلمذ الشيخ القباني على معلمه فحفظ منه الموشحات والأدوار وأخذ ما عنده من الأوزان والألفاظ.‏

ولعل آل حبيب أشهر من مارس هذا الفن في دمشق واستمر هذا الفن فيهم أربعة أجيال بدأ بعلي الحبيب ثم أولاده عبد اللطيف وعلي وخالد ثم أحفاده حبيب وخالد وصالح الحبيب.‏

ومن أبرز الفصول في خيال الظل فصول الطاحون والحمام وآيا صوفيا وشمأرين واليهودي حيث كانت هذه الفصول وغيرها من أبرز مسرحيات فن الكراكوز الذي اعتبره الدارسون أصلا من أصول المسرح العربي لما كان يعبر في شروط عرضه عن كمال في عناصر اللعبة المسرحية ولما امتاز به هذا الفن من انفتاح على الجمهور وقدرة استثنائية بإشراكه في العملية المسرحية عبر توريط المتفرج بالحكاية وإيهامه بواقعيتها من خلال الظلال المتحركة على طول فترة العرض وتعدد الأصوات.‏

وتميز فنان خيال الظل بشخصية ذكية وقدرة على محاكاة اللهجات وحفظ أسماء المدن والأماكن بالإضافة إلى سرعة بديهته وخبرته الفنية في الارتجال السريع أثناء مخاطبة الجمهور بالحوار المتقن وموهبته الخاصة في سلسلة الأحداث مع حركة الدمى حسب حالتها النفسية ومآزقها الدرامية التي كان يرويها من خلف الستارة بأصوات متعددة النبرة ملوناً بين الشخوص التي يحركها وينطقها بلسان حالها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية