تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأفعال لا الأقوال؟

إضاءات
الاثنين 5-5-2014
د.خلف علي المفتاح

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن القرارات التي أصدرتها الحكومة السعودية والمتعلقة بتصنيف بعض الجماعات المسلحة والتنظيمات المتطرفة على أنها إرهابية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين والسؤال هل تكفي مثل هذه القرارات لتبرئة ساحة المملكة من صناعة الإرهاب

ودعمه واحتضانه ورعايته أم إن الأمر أكبر من ذلك بكثير؟ لاشك أن الحقيقة التي يدركها الجميع هي أن البنية العامة للمؤسسات الرسمية في المملكة وكذلك المنابر الدينية والإعلامية والتربوية تساهم بشكل واضح في إنتاج حالة وثقافة وسلوك يساهم في إنتاج حالات وظاهرة التطرف الديني وصناعة الكراهية لدى الشباب السعودي وحيثما تنشط المنظمات والجماعات الدينية والمعاهد المتخصصة في ذلك داخل المملكة وخارجها وهو ما تجدر الإشارة إليه ومدى خطورته وانعكاسه على مظاهر السلوك العام فيها.‏

إن مكافحة الإرهاب ومحاصرته تحتاج إلى استراتيجية واضحة المعالم تنطلق من تجفيف منابعه ومدخلاته وليس التعاطي مع مخرجاته فقط، وهذا يستلزم إعادة النظر في البنية العامة للأنظمة التربوية والثقافية والإعلامية والدينية واستراتيجياتها وخططها وجمهورها المخاطب.‏

إن الحديث عن قرارات تتعلق بتصنيف الجماعات على أنها إرهابية شيء ودعم الإرهاب وإنتاجه شيء آخر، فالكل يعلم أن العصابات الإرهابية المسلحة في سورية تلقى كل الدعم والمساندة والاحتضان والتسويق الإعلامي من قبل الحكومة السعودية وبعض القوى في الخليج، وتعمل على تسويقها وتحسين صورتها والتلاعب بالتسميات تغطية لها ومحاولة خداع الرأي العام العالمي بحقيقتها وطبيعتها الإجرامية.‏

لقد بات الخوف من الإرهاب المرتد من سورية هاجسا مقلقا للكثير من الدول والحكومات، وبدأت وسائل الإعلام في الغرب وأكثر دول العالم تشير بشكل واضح إلى دور النظام السعودي في دعم الإرهاب وصناعته وتصديره وتسويقه من خلال النفوذ المالي والديني للمملكة وعلاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني بما يخدم أجندة تلك الدول واستراتيجياتها وبما لا يخدم قضايا المنطقة وشعوبها وحتى مصالح مواطني المملكةْ ذاتها وهو ما يترك صدى سلبيا واسعا في المجال العام الوطني والإقليمي وردود فعل واضحة تجاه تلك السياسة الملتحقة والمنفذة لأجندة الغرب والكيان الصهيوني.‏

إن هكذا قرارات لا يمكن أن تبرئء ساحة النظام السعودي من دوره في دعم واحتضان الإرهاب في سورية، فلابد من مواقف واضحة وصريحة في ذلك تتمثل في وقف كل أشكال الدعم العسكري والمالي واللوجستي والإعلامي للعصابات الإرهابية المسلحة، وكذلك قطع كل صلة مع يسمى معارضة خارجية تحت عنوان ائتلاف وطني وغيره من عناوين سياسية كاذبة ومخادعة ولا شرعية، عندها يمكن الحديث عن تحول حقيقي في سياسة المملكة تجاه الحرب المعلنة على الشعب السوري عبر أدوات الخارج.‏

إن بطولات جيشنا العربي السوري وصموده الاسطوري وتلاحم أبناء شعبنا وتماسك مؤسساتنا والقيادة الحكيمة والشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد هي التي تقف وراء كل هذه التحولات في مواقف بعض الدول الداعمة للإرهاب والشريكة في سفك الدم السوري لذلك ترانا اليوم وكما كنا دائما لا نراهن إلا على أبناء شعبنا وقواتنا المسلحة في تحقيق الانتصار النهائي على قوى الشر والعدوان؟‏

khalaf.almuftah@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية