|
مبدعـــون علـــى صفحـــات «الثـــــورة» وجعل المنظمات الشعبية تشارك في العمل المصيري باعتبارها بالطبع أداة فعالة في النضال القومي وفي النضال الاقتصادي. إن المهات الكبيرة للجان الدفاع عن الوطن تتطلب منها السير قدماً في تعبئة الشعب تعبئة كاملة بشكل تجعل منه سداً عسكرياً واقتصادياً قوياً في وجه الامبريالية. ولاشك أن نجاحها في تحقيق هذه المهمات يتطلب منها اشراك أكبر عدد من الجماهير عن طريق تشكيل اللجان الفرعية في الأحياء بغية وضع الحلول للمشاكل التي يمكن أن تواجه المواطنين أثناء الحرب، والانتقال مباشرة من البحث النظري إلى التطبيق العملي، لأن ذلك هو الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى تجسيد الآمال بأعمال محققة، الأمر الذي يعني زيادة ثقة الشعب بإيجابية هذه اللجان، بالإضافة إلى انعكاس هذه المنجزات على حماس الشعب فيضاعف من وعيه وعياً مسؤولاً يدرك معها واجباته ويشعر أن العمل والتدريب والمساهمة في أداء المهمات إنما هو من أجله بالذات لأنه عضو في المجتمع الكبير. إن آفاق عمل لجان الدفاع عن الوطن وحماية الثورة ليس له حدود لاختلاف نوعية المهمات التي تشملها تناسب بالتالي سائر المواطنين بحسب استعداداتهم وكفاءاتهم سواء على صعيد التدريب العسكري أو المساهمة في الدفاع المدني أو في تنظيم عمليات التموين أو في العمل ضمن المجال الصحي.. لكن الأمر المهم هنا يتطلب من دوائر الدولة التجاوب التام مع هذه الجهود، لتساعدها في تأمين بعض المعلومات أو لتزويدها ببعض الخبراء. إن مهمة تحويل الحماس السياسي للشعب إلى عمل منظم منتج مهمة ضخمة قد يتطلب أداؤها بصورة سليمة اتباع سبل مختلفة منها يتعلق بالإحاطة التامة بمشاكل الأحياء والمطالب الملحة بغية إيصالها إلى المسؤولين والعمل على حلها ومنها ما يتعلق باتباع أسلوب ندوات التوعية لتوضيح أهداف الاستعمار في ضرب المنجزات التي حققتها الثورة وإنها موجهة أصلاً إلى الجماهير الكادحة، ومنها ما يتعلق أيضاً بتوجيه الشعوب بالتقليل من شرائه مثلاً السلع الاستهلاكية والسلع المستوردة وفي تأديته عمله اليومي بصورة أكثر إنتاجاً نظراً لخطورة المرحلة التي تمر بها الأمة العربية. إن السياسة الاستعمارية تركز باستمرار على محاربة الأنظمة التقدمية بمختلف الأساليب وخاصة تلك التي تعتمد الجماهير والحركة الثورية المنظمة كأداة للثورة، كحزب البعث العربي الاشتراكي لذلك فإن رد الاستعمار على نجاح لجان الدفاع عن الوطن وحماية الثورة بقدرتها على تحقيق أهدافها سيكون المزيد من المؤامرات والدس وبث الشائعات بمختلف الوسائل للحيلولة دون أي تفاعل بين المواطنين المؤمنين بالكفاح المسلح لتحرير فلسطين، لكن الذي شاهد مؤخراً الندوات الجماهيرية المختلفة بمناسبة ذكرى تأسيس الحزب لابد أن يدرك مدى الفشل الذي أصاب الاستعمار وعملاءه بتصوير بعد الثقة بين الحزب والجماهير والذي شارك بيوم التدريب لابد أن يومن إيماناً مطلقاً بأن هذه الأمور ليست إلا الدلالات الأولى للنصر الحتمي. الخميس 11/4/1968 |
|