تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكدوا أن مسؤولين يحمون من أفتوا بـ«جهاد النكاح».. مفتي تونس السابق وشخصيات تونسية: عشرات الفتيات دفعن ثمن الفكر الوهابي

تونس
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الاثنين 23-9-2013
القوى الظلامية وتحديداً التيارات السلفية الجهادية وضعت جملاً دينية غاية في الخطورة والتحريف للاستحواذ على عقول من هن أقل ثقافة دينية وتجربة اجتماعية لضرب المجتمعات الإسلامية عامة والمجتمع التونسي خاصة،

فالعداء الغريزي الذي تكنه هذه التيارات على التقدم والحرية والانعتاق هو المترجم الفعلي للنوايا الخبيثة التي حولت مئات التونسيات إلى جسد في خدمة تجار الدين وصعاليك التطرف لينفثون فيه رائحة دماء الأبرياء الذين استباحوا أرواحهم تقتيلاً وتنكيلاً في سورية.‏

حيث حذر مفتي تونس السابق عثمان بطيخ العائلات التونسية من استغلال فتياتها وإرسالهن إلى سورية عبر تنظيمات غير شرعية بهدف ما يسمى "جهاد النكاح" مؤكداً ضرورة مراقبة تصرفات الفتيات حماية لهن من غسيل الأدمغة الذي تتعرضن له من أصحاب الفكر المتشدد.‏

وقال بطيخ في تصريح لصحيفة الشروق التونسية وهو أحد أول المحذرين من ظاهرة حمل التونسيات بـ "جهاد النكاح" وعلى أثر ذلك تمت إقالته من منصبه مفتياً "ما يزعجني في هذا الموضوع أن ضحايا جهاد النكاح هن مجرد فتيات صغار السن لا حول ولا قوة لهن".‏

وأضاف بطيخ أن أصحاب الفكر الوهابي يقومون باستغلال الضحايا ويوهمونهن بأن الجنة مصيرهن وأنهن ستجازين خيراً بما تفعلن وأن ما يقمن به يعتبر نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله.‏

بدوره أكد كاتب عام نقابة الأئمة التونسيين لصحيفة الشروق التونسية فاضل عاشور أنه قرر رسمياً رفع قضيتين ضد وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي على خلفية حمايته لعدد من الائمة الذين أفتوا بـ "جهاد النكاح" لعدد من التونسيات اللاتي عدن حوامل إلى تونس.‏

وأكد عاشور أنه طالب بمنع سفر الشباب التونسي إلى سورية ومالي وأفغانستان وغيرها من بلدان العالم وأكد أيضاً أنه سيطلق حملة في كامل مساجد الجمهورية تحت عنوان "لا للوهابية" وسيطلب من كل الشيوخ والأئمة مساندة هذه الحركة لإعادة بريق صورة المرأة التونسية التي تم انتهاك شرفها وكرامتها في كل وسائل الإعلام الدولية بسبب فشل وزارة الشؤون الدينية في تسيير جوامعها ومدارسها القرانية.‏

من جهته قال الكاتب التونسي الحبيب الميساوي إن المتأمل في قضية الفتيات التونسيات اللواتي غرر بهن فيما بات يعرف بـ "جهاد النكاح" في سورية سيستخلص أن تونس مستهدفة في مؤسستين مركزيتين المرأة والتعليم.‏

وأضاف الميساوي في مقال نشرته جريدة الشروق أن السؤال المركزي هو ذلك المتعلق بالجهة التي تقف وراء هذا الاختراق الخطر للمجتمع التونسي وتعمد تقويض ثوابته الدينية والثقافية باستهدافها للمرأة كقوة طليعية مثلت ومازالت تمثل العنوان الابرز لما وصل اليه المجتمع التونسي من تطور.‏

وتأتي قصة لمياء وغيرها من الفتيات التونسيات تؤكد همجية وشذوذ هؤلاء الإرهابيين في سورية الذين عجزوا على تحقيق ذواتهم في مجتمع حر ليتحولوا إلى وحوش وحالات مرضية معادية للإنسانية فعادت مجللة بالعار والإيدز بعد أن أقنعها تكفيريو هذا القرن بأنها ذاهبة إلى الجهاد في سورية.‏

قصة لمياء التي تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً عرضتها صحيفة الشروق التونسية أمس وهي من إحدى الحالات التي تم توريطها بـ "جهاد النكاح" في سورية بدأت مع داعية على قناة دينية كان يسخر من إسلام التونسيين ومن فهمهم للدين لتصطدم قبل عامين بشخص أقنعها أن لباسها عورة وخروجها إلى الشارع حرام.‏

واعتقدت لمياء أن كلام هذا الشخص هو الدين وعليها تطبيق فتاويه بالحرف إن رغبت في محبة الله وتقول الصحيفة الواضح أن لمياء تحولت إلى عبدة وملك خاص لهذا الشخص الذي لم يعد يتوانى عن ترويضها لخدمة مشروعه السلفي الجهادي العدمي.‏

وتقول صحيفة الشروق "وصلت الحرب في سورية إلى أوجها وتحول عقل لمياء إلى عجينة يفعل بها شيخها ما يشاء لتترك منزل العائلة وتغادر التراب التونسي باتجاه مدينة بنغازي الليبية ومنها إلى تركيا قبل أن تحط بها الرحال في حلب السورية".‏

وتؤكد الصحيفة أن لمياء مارست الجنس مع باكستانيين وأفغان وليبيين وتونسيين وعراقيين وسعوديين وصوماليين وأن الجنين الذي في أحشائها مجهول الهوية والنسب.‏

وتقول الشروق ان لمياء عادت إلى تونس وبمجرد وصولها إلى المعبر الحدودي ببن قردان تم إيقافها وفقاً لإعلان ضياع تقدمت به عائلتها في تونس وبالتحقيق معها صرحت أنها كانت في سورية ضمن مجموعة من النساء والفتيات سافرن بغرض جهاد النكاح فخضعت لمياء إلى التحاليل الطبية ليتبين أنها مصابة بمرض الإيدز وأنها حامل في الشهر الخامس والجنين مصاب بنفس المرض.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية