|
ثقافة ويبدوان هذا الكم من الكرم يمكن استعارته لاطلاقه على التلفزيون السوري, فقد وصل عدد الاعمال الدرامية التي عرضها التلفزيون السوري الى خمسة وعشرين عملا جديدا وهو رقم قياسي لم يبلغه من قبل, وزاد في الطنبور نغما اعادة عرض بعض الاعمال المنتجة في سنوات سابقة. واذا وزعت هذه الاعمال على مدار الساعة سنجد انها تزيد ساعة على ساعات اليوم وهذا يعني ان المشاهد المتتبع للدراما السورية الجديدة لن يتمكن من مشاهدة جميع الاعمال لو جلس امام شاشة التلفاز ولم يغمض عينيه ليل نهار. في سنوات سابقة كانت المشكلة في وجود عمل سوري مناسب للعرض في فترة الافطار, وكان يضطر احيانا للاستعانة بدراما عربية شقيقة. وعندما نهضت الشركات التلفزيونية الخاصة للانتاج كثرت الاعمال واصبحت المشكلة في توقيت عرض العمل, فكان المخرجون يتسابقون الى فترة الافطار ليصل الى اكبر عدد من المشاهدين, ويبدو ان هذا الهم لم يعد قائما لأن هم المنتجين الآن بيع العمل للتلفزيون السوري بغض النظر عن توقيت عرضه سواء عرض ظهرا أم بعد منتصف الليل والناس نيام , او بعد مطلع الفجر قبل ان يقوموا الى اعمالهم . وشجع المنتجين على هذا التوجه قيام التلفزيون منذ سنوات بخطوة مهمة في تشجيع الانتاج الدرامي تمثلت في شراء وعرض جميع الاعمال التي ينتجها القطاع الخاص رغم ان الرقابة تمهر المسلسل بتوقيعها مع عبارة ان التلفزيون غير ملزم بشرائه. ان الاهتمام بعرضه في اية فترة دون الاهتمام بوقت المشاهد يفقد العمل كثيرا من قيمته, واية قيمة لعمل لا يشاهده الجمهور, وما نتمناه في المواسم الرمضانية القادمة تحقيق التوازن بين ثلاثي العمل الدرامي المنتج والتلفزيون والمشاهد . |
|