تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وأضواء العم سام.. تسلط على ليبيا وأخواتها وتطفأ في القطيف!!

قاعدة الحدث
الخميس 19-7-2012
إعداد : عزة شتيوي

تطفأ الأضواء الإعلامية والدبلوماسية العالمية والعربية عما يجري في القطيف ويسيج من نثر ما يسمى الربيع العربي تلك المدينة كي لا يمتد إليها أو يدخلها ذلك الربيع أوينقلب السحر على الساحر،

فخروج الآلاف من المواطنين السعوديين السلميين في مدينة القطيف السعودية وتعرضهم للتعذيب والقتل المتعمد والاضطهاد لأنهم يطالبون بأبسط حقوقهم يقابله لوذ الكثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية والأوساط السياسية المحلية والدولية بصمت مطبق تجاه تلك الاحتجاجات وغيرها في البحرين والامارات وعمان، في حين تتعمد وسائل الإعلام المأجورة هذه تأجيج الوضع في سورية والتحريض على العنف الأمر الذي يبرهن على وجود خطوط عريضة تتحرك ضمنها أميركا وحلفاؤها وأعلامهم..‏

ففي سورية نجد كلا من أميركا والاتحاد الأوروبي وتركيا وبعض الدول العربية يتدخلون بصورة مباشرة في الأحداث من خلال استضافة المؤتمرات المعادية لسورية وضخ الأموال والأسلحة للإرهابيين فيها والعمل على اثارة الفوضى داخلها وشن الحرب الدبلوماسية والسياسية الغربية على سورية إضافة لاستخدام وسائل الإعلام التحريضية من أجل سفك المزيد من الدماء وشن الحرب النفسية على السوريين لاحباط عزائمهم.‏

كما قامت القوى الغربية وعلى رأسها أميركا بتجنيد المنظمات الإنسانية والحقوقية لتحقيق اجنداتها التخريبية في سورية وليبيا أو فرض العقوبات على على الشعب السوري في محاولة لإضعافه.‏

أما في السعودية فنلمس صمتاً فاضحاً لما يجري في القطيف وفي المناطق السعودية الأخرى إذ إنه منذ بداية الانتفاضة فيها لم يدل أي مسؤول أميركي أو أوروبي بتصريح واحد حول الانتهاكات الإنسانية في القطيف والتزموا الصمت حيال التعذيب والقتل بحق السعوديين هناك على الرغم من أن أميركا على دراية كاملة بالانتهاكات الإنسانية لحقوق السعوديين من قبل.‏

وقد نشرت في تقرير لها عام 2003، كان أبرز ما جاء فيه هو انتقاد السعودية لحرمانها الاعتباطي أو غير القانوني من الحياة لمواطنيها واتخاذها قرارات بالإعدام بحق معتقلين بناء على جلسات مغلقة وعلى اعتبار أن آل سعود يخشون أن يغرقوا أمام المطالبة الشعبية المكثفة لحقوق المواطنين وأن يبقوا لوحدهم في مواجهة هذه المعارضة لذلك يعملون في خدمة مصالح الولايات المتحدة كي تبقى بجانبهم دون أن يدركوا أن هذا يقربهم من النهاية المحتومة.‏

كما أن آل سعود وفي اطار تبعيتهم للآلة الغربية الاستعمارية قاموا منذ البداية في التدخل في الشؤون الداخلية لكل الدول العربية التي شهدت اضطراباً وعمدوا إلى تصدير السلاح والإرهابيين والأموال الداعمة لهم في كل من سورية وليبيا ولكن بالمقابل فإنهم يرفضون أي انتقاد دولي لقمع التظاهرات السلمية في القطيف حيث ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية الأسبوع الماضي أن السعودية أدانت السبت التصريحات التي أدلى بها مبعوث حقوق الإنسان الروسي كونستانتين دولجوف واعتبرتها تدخلاً غير مبرر في الشؤون الداخلية للسعودية حيث أبدى المبعوث قلقاً كبيراً إزاء الوضع في شرق السعودية بعدما وصفه بإشتباكات بين قوات الأمن السعودية ومتظاهرين سلميين قتل خلالها شخصان وأصيب أكثر من 20 آخرين ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان نسب إلى مصدر مسؤول قوله إن المملكة السعودية اعتبرت تصريحات المفوض الروسي تدخلاً سافراً وغير مبرر في الشؤون الداخلية السعودية، ومن هنا تتضح ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع الأحداث في العالم، فالسعودية مثلاً كان لها الدور الأكبر في سفك الدم السوري خلال الأحداث التي شهدتها سورية منذ منتصف الشهر الثالث عام 2011 كما أن كلا من الاتحاد الأوروبي وأميركا لم يدلوا بأي تصريح يدين الانتهاكات القائمة في السعودية في الوقت الذي يصادرون فيه قرار الشعب السوري ويتحكمون بلقمة عيشه من خلال فرض العقوبات الاقتصادية عليه ومن خلال التحدث باسمه وتقرير مصيره بدلاً عنه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية