تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حبر التبعية والارتهان!

نافذة على حدث
الخميس 19-7-2012
حسن حسن

لعل أكثر ما يثير الدهشة ثم القرف أن ترتفع عقيرة مجموعة لابأس بها من الخونة العملاء من المقيمين في عدد من العواصم الأوروبية والأميركية والعربية معتمدين على الهبات ومنح وأعطيات اليورو والدولار

ثمن بيعهم نفوسهم للمخابرات الأميركية والأوروبية والإسرائيلية وتوابعها من المخابرات العربية أن ترتفع عقيرتهم بالتصريحات والبيانات في المؤتمرات واللقاءات الإذاعية مع قنوات الفتنة والتحريض والصحفية مع الصحف السوداء مثل (السياسة) الكويتية و(الشرق الأوسط) ومثيلاتهما مدعين أنهم يكتبون تاريخ سورية الحديث بغيرتهم العربية التي يدعونها بها وهي لاتختلف عن وطنية من يطالبون بتدخل الحلف الأطلسي و«إسرائيل» لحماية العصابات المسلحة التي لم تترك وسيلة من وسائل الإجرام إلا اتبعتها بعد أن وفروا لها المال والسلاح اللازمين لتدمير الوطن وقتل الشعب العربي السوري تحت ستار أنهم مدنيون (سلميون) ومايكتبونه بحبر التبعية والارتهان حسبما يريده سادتهم وممولوهم لاقيمة له عند السوريين.‏

وبخلاف مايجري في الأرض يواصل هؤلاء المعارضون محاولات «تحقير» العقل السوري والعربي واستباحة ماتبقى من قدرة على الرؤية والمتابعة والسماع والإدراك والفهم من خلال الإحجام عن رؤية التآمر الاقليمي والدولي الذي تصل تردداته للمريخ ومنح صكوك براءة لحكام تركيا ومشيخات الخليج الذين كان همهم ولايزال «تشجيع الانتقال إلى نظام ديمقراطي في سورية». وفق مايشيع أحد قادة المعارضة في الداخل، كما يتابعون تجاهل حقيقة أن الجوهري في مايحدث هو محاولة تصفية، أو على الأقل تجاوز، مرحلة كاملة من التاريخ العربي كان عنوانها التحرر الوطني والتوجه القومي والاستقلال السياسي، وذلك بعد أن تم للولايات المتحدة وحلفائها تطويع معظم النظام العربي وزجه في معركة تحطيم ماتبقى من مواقع استقلالية مقاومة يشكل بقاؤها خطراً على الأنظمة والمشيخات والمحميات التابعة لأميركا، مايعني أن المهمة المركزية أمام الغرب وعرب أميركا وأدواتهما المحلية الآن هي إسقاط سورية بأي طريقة ممكنة بهدف إقامة الحاجز المانع للتواصل القائم بين إيران والعراق من جهة، وبين لبنان وفلسطين من جهة ثانية، لكون ذلك يمثل الممر الإجباري لصياغة نظام الطامحين إلى بلورة نظام متعدد الأقطاب.‏

إن نموذج المعارضين في الخارج الذين يعيشون على فتات وموائد الغرب والمشيخات الخليجية ويمرغون كراماتهم عند أبواب الباب العالي العثماني، هذا النموذج موجود في معظم حقب ومراحل تاريخ أمتنا العربية، وترك على صفحاته ندوباً وتشوهات لايمكن أن تمحى، وستظل اصبع الاتهام مرفوعة في وجه كل من تسول له نفسه أن يسلك هذا الطريق ويغدر بشركائه في الوطن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية