تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أسئلة واستفسارات

البقعة الساخنة
الخميس 19-7-2012
مصطفى المقداد

من كان يتابع التحركات الدولية حول سورية على مدى الأيام الأخيرة يدرك حجم المؤامرة التي تسير بفصولها الدول الغربية من جهة وقدرة موسكو على لجمها ومحاولة تطويقها من جهة أخرى في الوقت الذي تستعيد فيه روسيا بوتين دورها كقوة عظمى

موازية للقطب الأميركي وطرف فاعل لإعادة التوازن الدولي إلى مربعه الأول الذي كان سائداً قبل فترة انهيار الاتحاد السوفييتي السابق.‏

ورغم أن وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف كان قد استبق هذا التحرك الأميركي البريطاني الفرنسي في مجلس الأمن بالتأكيد على مواقف موسكو الثابتة تجاه الأزمة في سورية والتشديد على أن بلاده لن تسمح بتمرير أي قرارات أو توجهات لإسقاط الدولة السورية فإن أقطاب المؤامرة في واشنطن ولندن وباريس ظلوا يصرون على التجييش السياسي والإعلامي والأمني ومحاولة استغلال سطوتهم على مجلس الأمن لاستصدار مثل هذه القرارات التي تمهد للعدوان على سورية والتحضير لتدابير وإجراءات مرة غامضة ومرة معلنة وتصب جميعها في خانة استهداف سورية وإسقاط دورها العربي والإقليمي ومقاومتها للمشروع الصهيوني.‏

وإذا كانت إدارة الرئيس بوتين تقف بالمرصاد لكل هذه المحاولات اليائسة ولكل إجراءات الغرب للاخلال بالتوازن العالمي واستغلال أزمات المنطقة لتحقيق مصالح شركاته الاحتكارية عبر ابتزاز روسيا والضغط عليها فإن بلدان العم سام كانت بالمقابل ترسم خيوطاً جديدة للمؤامرة على سورية تتناقض مع طبيعة مجلس الأمن وأهدافه التي تتلخص في جوهرها بالمحافظة على الأمن والسلم الدوليين وليس تهديد السلم العالمي وعسكرة الأزمات واحتلال الدول تحت ذرائع الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وخصوصاً تلك التي تقف حجر عثرة أمام مصالحها الاستراتيجية.‏

وهنا يطرح المراقبون ذات الأسئلة والاستفسارات حول مشاريع القرارات المتكررة التي تأتي حيناً تحت الفصل السادس وحيناً آخر تحت الفصل السابع وحول طبيعة الاجتماعات التي تعقد في جنيف واسطنبول وباريس والقاهرة والدوحة وارتباطها جميعاً بالتصعيد الخطير على الأرض ودعم المسلحين بكل صنوف الأسلحة لممارسة كل أشكال الارهاب والعنف والخطف والاغتيال بموازاة الحملة الإعلامية المسعورة التي تستمر فيها قنوات الإعلام التضليلية؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية