|
ســاخرة وعندئذ أخبره أحد الممثلين أن في هذا البلد (المنصورة) الآن - في ذلك الوقت- فرقة موسيقية تضم بعض فناني المونولوج، بينهم أحمد الفار الذي اشتهر برواية الحكايات الفكاهية والدخول في قفشات مع الجمهور، وبحكم اعتياده على مواجهة الجمهور فإنه يستطيع القيام بدور الممثل المريض. وإن هي إلا دقائق معدودة يعود أحمد الفار بعدها إلى زملائه في الفرقة الموسيقية التي قدمت لإحياء فرح. وأحضر أحمد الفار وأفهم الدور، وألبس عمامة وقفطاناً، ووضعوا له ذقناً وشاربين مستعارين، وكان عليه طبقاً لمجريات الرواية، أن يرد على جورج أبيض بأربع كلمات فقط هي: أقسم لك إني بريء. وذلك عندما يكون جورج أبيض، قد غرز أصابعه في صدره، صارخاً: سوف أقتلك أيها المجرم، سوف أقتلك. وبدلاً من أن يغرز جورج أبيض أصابعه في صدره، غرزها في بطنه نظراً لضعف بصره، ولم يلتفت إلى أحمد الفار وهو يناشده، أن يخفف من ضغط قبضة يده، فهو سيموت فعلاً لو استمر جورج أبيض في ماهو مندمج فيه، وهنا خلع أحمد الفار العمامة والقفطان والذقن والشوارب وألقى بها على أرض المسرح وراح يصرخ: «حد الله بيني وبينكم ! علشان تلاتين قرش، تتآمروا على قتلي والاسم تمثيل!! بعدوا عني». |
|