تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لميـــــــس بـــــــلال: أخاف على برية أدبي من القوننة والخطوات المدروسة

ثقافـــــــة
الخميس 19-7-2012
تخوض الأديبة الشابة لميس بلال تجربة حياة مفعمة بالعمل والعطاء من خلال دراستها للهندسة الزراعية وتخصصها في علوم التربة ثم دراسة الإدارة العامة إضافة إلى موهبتها في الكتابة الأدبية.

وترى لميس أن التربة تحوي ذرات الحياة وطاقتها ومنها استطاعت استخراج الفكرة الإبداعية التي تريدها ثم اكتشفت ميولها الأدبية أما الإدارة العامة فهي فكرة سعت لتوطينها ونجحت في ذلك معتبرة ان كل شيء يصب في خدمة الأدب الذي تعتبره مشروعها الأوحد في الحياة.‏

وفي تقرير اعده مكتب طرطوس ونشرته سانا تحدثت بلال عن تجربتها فقالت: انها تعرفت على الكتابة في فترة مبكرة من حياتها منذ مواضيع التعبير المدرسية التي كانت تكتبها لجميع إخوتها الأكبر والأصغر، ثم انجازها لمجلة خاصة بثانوية البنات في القطيفة بريف دمشق وفي الجامعة بدأت تكتب في الجرائد وكانت لها زاوية أسبوعية لسنتين أو أكثر كما كانت لها كتاباتها الخاصة التي لم تنشر ولذلك قررت أن تكتب القصص إلا أن عناصر القصة القصيرة أفلتت منها أثناء الكتابة ودخلت عالم الرواية ووجدت نفسها تخرج من البحر إلى المحيط فالقص الروائي برأيها يحمل مغامرة الحياة بشكل مختصر.‏

وترى أنها تدين كثيرا لرواية «الزمن المؤنث» إنتاجها الأدبي الأول التي أرشدتها إلى طريقها وكانت الخطوة الأولى نحو تحقيق الذات فقد منحتها شيئاً من الرضا عن النفس لافتة إلى أنها لا تحاول من خلال كتابتها استفزاز المجتمع قصداً بل هي معجبة بالتطور الطبيعي والإنجازات الحضارية البشرية التي يؤطرها دائماً كادر مجتمع.‏

وتعبر الكاتبة بلال من خلال كتابتها عن بعض المواقف العاطفية بدقة وبجرأة ما يعرضها للكثير من انتقادات المجتمع المحلي المحافظ نوعا ما موضحة أنها لا تعتقد أن هذا النوع من الناس يمكنه أن يقرأ روايتها أو أي رواية أخرى وخاصة النوع الذي يمضي وقته على الأرصفة ليتابع التحركات هنا وهناك ويثرثر وسقف قراءاته تكون عناوين الصفحة الأولى في الجرائد. ولفتت إلى أن تجربتها في الكتابة بشكل خاص متفرعة وتمتلك الكثير من التجارب والفنون وتختلف عن محترفي الكتابة ممن يعيشون حياتهم مختلطة بالأدب حيث حصلت على شهادة عليا في الإدارة العامة جعلتها تهتم مثلاً بالمال العام ودورته وأنواع الضرائب والحماية الاجتماعية ومختلف علوم الاقتصاد والقانون وإدارة الدولة الأمر الذي يبعدها بشكل كبير جداً عن الشاعرية والتعبير عن مواقف الحياة بأسلوب التنبؤ الإبداعي.. مؤكدة أنها تخاف على أدبها من القوننة والخطوات المدروسة لتحقيق النجاح وأصول التخاطب وقراءة لغة الجسد وغيرها من هذه المعارف والتطبيقات.‏

وعن الرجل الموجود في روايتها الزمن المؤنث تقول.. أعيش الحياة بوجوه عديدة غير متناقضة طبعاً بل متكاملة وأنا أتنقل في الحياة على مبدأ لكل مقام مقال وبخصوص الرجل أعتقد أن مجتمعنا يفتقد النماذج الرجولية الكاملة المرضية تماماً للنساء لذلك تتجه النساء للتعويض من خلال مشاهدة النماذج التي تقدمها المسلسلات التركية أما سبب ندرة الرجولة فهذا يعود إلى أسباب اجتماعية واقتصادية معينة مرت على مجتمعنا في المرحلة السابقة والنتيجة شريحة من المواطنين مفرغين من القدرة وسلبيين يملؤهم اليأس والملل ولكن في الرواية للرجل حضور دون شك الرجل الأوسكاري مثلا.‏

أما «أوسكار» بطلة الزمن المؤنث فهي حالة إنسانية قادمة قد تأتي وقد لا تأتي فهي الأفضل من كل شخص رجلاً كان أو امرأة واقتران هذا الاسم بآلهة الموسيقا في إحدى الأساطير صدفة بحتة ما قصدته هي أوسكار الحالة التي نعرفها من برامج الأطفال القائد الفرنسي التي أجبرت على نكران أنوثتها تلبية للأوامر ووجدتها مثالاً للحديث عما هو كائن وما يجب أن يكون.‏

وعن ظروف كتابتها لروايتها الأولى قالت.. كتبت الرواية بشكل مزاجي كنت أكتب عندما أرغب وكان في الأمر لامبالاة نابعة من عدم معرفتي لطريقي في ذلك الوقت و استمرت الكتابة دون هوية و تركيز لسنوات ثم قررت أن أكتب مجموعة قصصية أستفيد بها من المقاطع التي كنت أكتبها سابقا إلا أن الرواية كتبت نفسها بواسطتي وشقت دربها نحو النور وقد خرجت باسم «نوستالجيا» ثم غيرت اسمها بناء على حملة التعريب التي كانت ناشطة في ذلك الوقت ولم يعجبني التعريب الحرفي حنين لذلك اخترت هذا العنوان الزمن المؤنث.‏

وعن روايتها القادمة تقول.. عملت بشكلٍ جاد لأنهيها بشكل احترافي منحت لنفسي فترة ثلاثة أشهر كنت أنام باكراً لأستيقظ باكراً وقد التزمت وأخلصت لعملي وأنهيتها في الوقت المقرر على عكس الرواية الأولى وهذا يعود إلى نضوج حالتي الحياتية والأدبية و السيطرة في هذه الرواية للأنثى أيضاً وهناك حضور «لليليت» الأم المظلومة وتحرك أنثوي نحو الظهور والسيادة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية