تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حماة..(صديقة المسنين).. هل تنتبه لمتقاعديها؟!

مجتمع
الأربعاء 28-10-2009م
أيدا المولى

أدرجت مدينة حماة في قائمة المدن المتوجة بـ (صداقة المسنين) لتكون أول مدينة عربية مؤهلة للفوز بهذا اللقب الجليل فتضافرت الجهود لانجاح برنامج المدينة وبات كل من يحمل بطاقة صحية يستفيد من خلالها بالاعانة الطبية مع وجود التخفيضات على المعاينة والأدوية والتحاليل.

وجهز مجلس المدينة/240/ رمبة للأرصفة والشوارع لتسهيل حركة المسنين و/125/ مظلة على مقاعد ومواقف الباصات وتجهيز النافذة الواحدة الخاصة بهم ووضع مقاعد في كافة حدائق المدينة مكتوب عليها -للمسنين- صورة باتت مثالية لفرع الهلال الأحمر الذي خصص تسمية مستوصف الهلال كصديق للمسنين وتفعيل خدمة هواتفهم حتى يتمكن فرع الهلال بارسال سيارة خاصة لمنازلهم وتقديم الخدمات الطبية باسعار تشجيعية لا تتعدى الـ 25 ليرة وتقديم الأدوية مجانا والتحاليل الطبية والخدمات السنية بأسعار مخفضة.‏

عدا عن الفعاليات الاعلامية والاعلانية التي ستقام بهدف اعادة النسيج الاجتماعي الذي كان يجل العجوز ويعتبر وجوده بركة في البيت .. لكن -حماة- نسيت أمرا مهما.‏

رغم ما قامت به محافظة حماة ودوائرها المعنية بالاجراءات اللازمة لرعاية المسن إلا أنها لم تر المتقاعدين وهم يقفون طوابير في انتظار قبض رواتبهم التقاعدية التي لا يتعدى بعضها 3 الى أربعة آلاف ليرة ويبدو أن الجهة المعنية بهذا الأمر وضعت أمرهم في آخر قائمة الاهتمام والا لما عصبت عيونها عنهم وهم يبحثون عن المصارف التي «تحن عليهم» في أول كل شهر، ولما صمت آذانها عن أنينهم وأناتهم وهم يصعدون ادراج المصارف الطويلة والقاسية، ولم تشاهدهم وهم على عكازهم يستندون إلى حافة الجدران، واهتمت بالموظفين الشباب فمنحتهم البطاقة المصرفية وفي أوج شبابهم وعطائهم وهناك معتمد للرواتب لهم موجود في كل دائرة بينما نسيت المتقاعدين ومنحتهم حرية اقتناء تلك البطاقة بشرط أن يقوموا بذاتهم ويتحملوا عناء السفر من المناطق الى المدينة وإذا فرضت تسمية حماة بصديقة المسنين وألزمت مجلس المدينة بتخصيص نافذة واحدة فلماذا لا تكون نافذة واحدة لكل منطقة/ ولا أعتقد أن الأمر- بهذه الصعوبة يحتاج الى لجان وتخصيص اعتمادات في الموازنة، فقط مكتب لهؤلاء يخصص في احدى جمعيات المتقاعدين للحصول على ذلك كما -لا أعتقد- أن الجهة المعنية عاجزة عن تجهيز بطاقات مصرفية تصل الى كل متقاعد.‏

فإذا كان حال وضع المتقاعدين متشابها في كل مناطق المدن فما على /صديقة المسنين/ إلا قبول خوض الامتحان للفوز باللقب القدير والجدير بها وتغيير واقع المتقاعدين للأفضل، وبهذا تكون قد وفت بجزء من حقهم عليها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية