|
مجتمع لكننا لسنا (روبوت) اخترعه اليابانيون وبكبسة خفيفة نتابع مانقوم بهً، إننا زوجات وأمهات، لكننا تعاني كثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقنا. وأكرر لا نتهرب من واجباتنا، لأن هموم ومسؤوليات النساء، سواء أكن عاملات أم ربات بيوت، لاتتعلق بمهامهن التي يعتبرها المجتمع فطرية، مثل الحمل والولادة والإرضاع والسهر مع الأطفال فحسب، إنما بثقل الأعباء الأسرية التي تتحملنها بدلاً عن أزواجهن، وهي تكون في الغالب أعباء معنوية وأحياناً مادية. إذ إن غالبية النساء وخاصة العاملات خارج المنزل يقمن بتحمل جميع المسؤوليات المنزلية من تربية وطبخ وتعليم وتسوق، والقيام بالواجبات الاجتماعية من زيارة المرضى والمباركات، يضاف إليها أنهن يوصلن أبناءهن إلى المدارس وإلى أماكن الترفيه وأحياناً إلى المستشفيات، عدا عن أنهن يقمن بمعالجة كل ما يتعلق بأعمال البيت، سواء ما يتعلق بالإصلاحات والصيانة، وصولاً إلى سداد الفواتير، هاتف وكهرباء ومياه، وإنجاز المعاملات الإدارية وغيرها من المتطلبات اليومية التي تكاد لا تنتهي، ومع ذلك نقوم بما نقوم به بكل صبر وعن طيب خاطر، حتى لا تطلب أكثر من عبارة واحدة، هي: «يعطيك العافية»، أوشكرا ماما من الأبناء أو من الشريك، الغائب أو المنسحب من مسؤولياته. هل تنجح شراكة لايكللها العدل؟ ونحن النساء نصيبنا من تقاسُم المسؤوليات غير عادل؟ ولاعجب أن نسمع من الأزواج قول النساء شاكيات، متذمرات، ولايعترفون بأنهم كسولين ومقصرين ويعطون لأنفسهم العذر دائما. جميع المهن أصحابها عندهم اجازات، النجارة، الطب، التمريض، الدهان، الا ربات البيوت، يعملن على مدار العام، بل مدار الأعوام، ومع ذلك نجد ان قسما كبيرا من النساء يعذرن الرجل أو يختلقن له العذر أحياناً، أين العدل بهذه القسمة لمسؤوليات البيت؟ وعندما يأتي الاعلام على الحديث عن النساء لايدخر جهدا وساعات بث وصفحات جرائد للحديث عن حرية المرأة وحقوقها، مغفلا التركيز على هذه اليوميات المثقلة بالأعباء، حتى ليبدوا مخترع الغسالة الالية حليفاحقيقيا للنساء لأنه أراحهن من عبء الغسيل، ان الانسان الذي يقوم بكل تلك الأعباء هو “سوبر امرأة” لكن هذا الانسان يحتاج للعدل والانصاف. |
|