|
رؤيـة عدا عن المعارض والندوات والمحاضرات.. والملتقيات الشعرية.. ولكن وأنت تسير إليها تشعر أن شيئا ما تبدل.. وكأنك تقوم بفعل غريب عن هويتك،يبتعد بك نحو واقع آخر، لاتستطيع أن تتلمسه على الأقل آنيا.. يجرك نحو بعد آخر، ماهو إلا تمهيد لاغتراب ذاتي اليم..! يجعلك تشعر أنه ورغم كل هذا الكم من الأنشطة.. إلا أنها مجرد قطرات ثقافية.. لاترويك.. ولا تحفر نحو أي عمق، بل تشبه لعبة شد الحب، الناس تسير في اتجاه، وتشد حياتها نحو بعد آخر لايمكنك أن تنكره بأي حال، وأنشطتنا تلك تمضي في اتجاه مغاير تماما.. أيهما تلوم..؟ ليت اغترابنا يقف عند حدود الإنكار الثقافي.. أو تجاهله.. بل بتنا نعيش ما يشبه العداوة.. كل يسعى نحو ثقافته الذاتية، تلك التي تنطلق من تقوقع وانغلاق مدمر.. رافضا التخلي عن مكانه متقدما نحو الآخر عله يبدأ برؤية زوايا تفكير جديدة..! الجهود التي تحاول الاستمرار رغم الأزمة فعلا تمتلك دأبا واجتهادا، ولكن هل يكفيان، ألا نحتاج إلى بعد ثقافي آخر يأخذ تلك الأنشطة بعيداً عن رتابتها المعهودة.. كيف ننتشلها من ميلها الواضح نحو الرسمية أو الواجب، ومن محاولتها ملامسة الواقع بترفع وشاعرية.. لا أعتقد أنها تفيدنا بشيء..! ما نفعله ثقافيا ان لم يحرض تفكيرا ووعيا جديدا لدينا، إن لم يحسن زوايا الرؤية.. إن لم يشد فئات أنكرت كليا الثقافة.. ألن يبقى ضمن البوتقة ذاتها، ليخلف عفنا أصحابه يستعذبونه، والآخرون ينفرون منه كليا..! |
|