|
وكالة أنباء السودان للشعب السوداني لايمكن أن تتحقق دون التوصل إلى السلام , وان الحرب مهما طال امدها فهي الي نهايه لانها لا تفضي إلى حل ولاتخلف سوى الدمار والتشريد للمواطن ايا كان موقعه. ومنذ مجيئها عام 1989م ظلت الانقاذ تبذل الجهود المقدرة عبر دبلوماسية التفاوض وأصدرت بيانا في عام 1989م أوضحت فيه رؤيتها للوضع في الجنوب ولحل القضية سلميا , فدعت حاملي السلاح للاحتكام لصوت العقل والعودة للوطن وأعلنت العفو العام عن كل من حمل السلاح , ولكن هذا التسامح والدعوة الخالصة للمشاركة في بناء السودان لم تجد أذنا صاغية في بداية الأمر من الطرف الآخر.ولم تتوقف مساعي ثورة الإنقاذ منذ العام 1989 عن طرق كل الأبواب وارتياد كل الآفاق في سبيل تحقيق الاستقرار وإزاحة كابوس الحرب, الذي أحال الوضع في الجنوب إلى جحيم لا يطاق , فتعددت اللقاءات في العواصم الأفريقية وعلى الصعيد الداخلي , بحثا عن لغة مشتركة مع حاملي السلاح , فكانت مفاوضات ولقاءات نيروبي وعنتبي وأبوجا وغيرها من الاتفاقيات والتي كان خاتمتها اتفاق السلام الشامل الذي وقع في التاسع من يناير 2005م بضاحية نيفاشا بكينيا. ارتكزت اتفاقية السلام الشامل التي تم توقيعها بين حكومة السودان و الحركة الشعبية لتحرير السودان في التاسع من يناير 2005م بالعاصمة الكينية نيروبي على ستة بروتوكولات تشكل الارضية الصلبة لسودان مستقر وسلام دائم وشامل وهي برتوكولات اتفاق مشاكوس الاطاري الذي شكل المدخل الآمن للسلام في السودان,بجانب تقاسم السلطة و تقاسم الثروة ومنطقة ابيي, وولايتي جنوب كر دفان والنيل الأزرق وبرتوكول الترتيبات الأمنية بالإضافة إلي الملاحق المتضمنة وسائل الاتفاقية و جداول تنفيذها. وقد أفضى برتوكول مشاكس إلى توقيع برتوكول تقاسم السلطة في 26مايو 2004م بضاحية نيفاشا الكينية ولعل من اهم ملامحه وضع مبادئ عامة لنظام الحكم في السودان على جميع مستوياته وحدد البرتوكول نظام حكم مركزي يتمتع بسلطات حقيقية, كما انه مثل الارضية التي قامت عليها حكومة جنوب السودان وركز البرتوكول على قضية حقوق الانسان والحريات الاساسية وحدد مؤسسات الحكم على المستوى القومي في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بالاضافة إلى المؤسسات واللجان المحددة في الاتفاق والدستور الانتقالي. وكجزء من الاتفاق ستتشكل القوات المسلحة من الجيش السوداني و الجيش الشعبي علي أن تظل القوتان منفصلتين خلال الفترة الانتقالية. ومن مهام القوات المشتركة المدمجة خلال هذه الفترة بان تكون رمزا للوحدة الوطنية والسيادة و تشارك بصورة اساسية في اعادة البناء, وتشكل هذه القوة نواة لجيش السودان فيما بعد الاستفتاء اذا ما اكد على وحدة السودان جهود الحكومة في البحث عن السلام فى دارفور :بذلت الحكومة السودانية مجهودات كبيرة ومقدرة لاحتواء المشكلة سلميا, وذلك إيمانا منها بأن التنمية صنيعة السلام , حيث قامت بإجراء اتصالات مع حاملي السلاح منذ انطلاقة شرارة التمرد ولكن التدخلات الخارجية فاقمت من حدة المشكلة. فوجدت هذه المشكلة المحلية اهتماما إعلاميا غير مسبوق, الأمر الذي اتاح الفرصة للتدخل الخارجي لفرض أجندته, ما أثر على استقلال القضية وصعب من فرص حلها. وبهدف احتواء المشكلة وإيجاد حل لها أصدر الرئيس عمر البشير في 30/6/2004م إعلانا سياسيا بنزع اسلحة كافة الجماعات المسلحة خارج إطار القوات النظامية في دارفور, كما تم عقد لقاءات في أبشي وإنجمينا من اجل إيجاد الحل لهذه القضية, كما كون رئيس الجمهورية لجنة وطنية لتقصي الحقائق في الانتهاكات الانسانية في دارفور, وصعد التدخل الدولي الوضع, رغم المبادرات العديدة من جانب الحكومة لوقف اطلاق النار, كما ساهمت القرارات الصادرة من مجلس الأمن في عدم حل القضية و أحدثت أثراً سالبا فدفعت حاملي السلاح لمواصلة القتال ورفض الجلوس لمواصلة المفاوضات. ولكن الحكومة السودانية واصلت جهودها المضنية من اجل الوصول الى سلام مستدام بولايات دارفور وقد توجت كل ذلك فى الخامس من مايو 2006 حيث وقعت الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان جناح منى اركو مناوىء لاتفاق سلام دارفور بابوجا بحضور وسطاء الاتحاد الافريقي وعدد من الشخصيات العالمية. بعد اكتمال اتفاقات السلام السودانية مع حاملي السلاح يكون السودان قد أنهى حربا في جنوب البلاد استمرت لأكثر من عشرين عاما دمرت كل شيء في جنوب البلاد كما تم ومن خلال الاتفاقية الموقعة مع حاملي السلاح بشرق السودان إنهاء الحرب التي دارت لفترة اثني عشر عاما بين أبناء البلد الواحد لتعود جبهة الشرق مساهمة في بناء السودان. وبالنسبة لدار فور غربي السودان فقد جاءت اتفاقية ابوجا بلسما لجراحات الحرب التي اندلعت تحرق الأخضر واليابس منذ مارس 2003م وتبذل الجهود الآن لاستكمال هذه الاتفاقية مع بقية الفصائل التي لم توقع عليها حتى الآن حتى يكتمل السلام بدرا يضيء سماوات دار فور بنور السلام. هذا فضلا عن اتفاقية القاهرة بين حكومة السودان والتجمع الوطني الديمقراطي والتي أكدت على الوفاق والتداول السلمي للسلطة من خلال صناديق الانتخابات. وبهذا تتأكد إرادة أهل السودان وعزمهم على ترسيخ معاني السلام في السودان دعما لسلام أفريقيا ولبنة— في رحاب السلام العالمي. |
|