|
دراسات بالتأكيد نستطيع أن نتخيل أن هيئة أركان القرار السياسي الأميركي بمختلف مكوناتها وعناصرها ومؤسساتها قد توصلت إلى نتيجة واضحة وصريحة وصاعقة في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأميركي على لبنان في تموز عام 2006 وهي: إن الممر اللبناني غير سالك وهو مكتظ بالمخاطر والعقبات ومسكون بالمقاومة العصية على معاهد الدراسات والأبحاث حتى يستطيع المرء الغربي عموماً والأميركي على وجه الخصوص أن يقول: إنها اللعنة اللبنانية التي مرغت الرؤوس الأطلسية الغربية الحامية في مطلع ثمانينيات القرن الماضي, والكل يذكر ويتذكر المدمرات الغربية على شواطىء بيروت وما جرى لها (نيوجرسي وغيرها). مرة أخرى نرى هذه الرؤوس الحامية وقد تحطمت على يد المقاومة اللبنانية التي استطاعت أن توقف الحملة المسعورة للحلف الغربي الصهيوني الذي يسعى للهيمنة الشاملة والتحكم بمقدرات المنطقة بكاملها. وقفة متأنية تشريحية على طاولة هيئة أركان القرار في الإدارة الأميركية ما الحل? سيناريوهات وطروحات عديدة حاضرة على بساط البحث والتحليل. دعونا نختبر مكاناً أو ممراً آخر..أي مكان هذا الآخر!? هل يكون إيران? على الأرجح نستطيع التخمين أن معظم الأصوات في هيئة اتخاذ القرار لم تشجع هذا الرأي أو هذا الممر لسبب بسيط وواقعي وهو أن المغامرة باتجاه إيران محفوفة بالمخاطر وفي حال فشلت ستؤرخ لبداية انهيار امبراطورية العم سام. هل نتجه نحو سورية وبشكل مباشر? مهلاً فسورية هذه الذي قال أحدهم عنها ذات يوم إنها أكبر بلد صغير في العالم قد منحها التاريخ والجغرافيا الموقع الأهم, موقع القلب والمركز لهذه المنطقة. ناهيك عن التفوق السوري في إدارة الأزمات والبروز الواضح في حياكة شبكة أمان متداخلة سياسياً على امتداد المنطقة برمتها تسمح لها في الوقوف ومنع استفراد الحلف الغربي الصهيوني بمواقع الصراع في المنطقة كلاً على حدة هنا نتخيل السؤال المطروح على الطاولة ما الحل? وما العمل? ربما قال ذلك جورج بوش وتساءل? اعطوني البدائل والخيارات الأخرى وقد يكون على الأرجح قد خبط بقبضة يده على الطاولة غاضباً. ليأتي الجواب, فلتكن البداية من غزة, فحالة الحصار والموقع الجيوسياسي, إضافة إلى انعدام الفعالية اللوجستية تسمح لنا بتحقيق اختراق ميداني يسمح بتعديل موازين القوى السياسية وفي الاتجاهات الثلاث أي الاتجاه اللبناني والاتجاه السوري والاتجاه الإيراني. من هنا وعلى هذه الخلفية جاء القرار والتوجيه لأولمرت وباراك ببدء العمليات وأخبروا (كول) وشقيقاتها بالتحرك باتجاه المواقع الأمامية للمساندة وتأمين التعاون اللوجستي لتحقيق الهدف. هذا هو السيناريو إذاً..وبدأت المحرقة في غزة إنهم بذلك يستحضرون التاريخ غير البعيد هذا ما حدث في عام 1982 من القرن الماضي. لكن الأمر مختلف هذه المرة وبشكل حقيقي بين ما حدث في بيروت وما هو منتظر أن يحدث في غزة. |
|