|
فضائيات على أي حال , ليست المشكلة فيما ادعاه هنيدي أو ما نسبه لذاته العظيمة , إنما في الطريقة التي سوقه فيها البرنامج , إذ استضافه بعد حلقات يسرى و منى زكي و تكريمه مديحة يسري و سعاد محمد فجاء هنيدي كأنه في مصاف هؤلاء الفنانين وأيضاً في طريقة الحوار , إذ تجنب الخوض في القيم الفنية لأعماله و أن هذه القيمة لها الطبيعة ذاتها لمأزق السينما المصرية و بشكل أعم لمأزق الثقافة و انحدارها و التراجع عن الكثير من أدوارها المجتمعية لصالح التهريج . النكتة المؤسفة هي أن هنيدي تحدث عن موقف ليوسف شاهين عندما طلب من أحد أصحاب دور العرض أن يوقف عرض فيلمه لصالح فيلم هنيدي ( صعيدي في الجامعة الأمريكية ) وبغض النظر عن ملابسات هذا الموقف و مدى صحة الرواية إلاأن استخدامها بهذا الأسلوب يدل على إيغال هنيدي في التهريج لا سيما إذا عرفنا أن الفيلم المذكور آنفا لا لون له و لا طعم ولارائحة . أما أن صاحب دار العرض أهداه سيارة بسبب كثافة الإقبال على فيلمه فمن قال لهنيدي أن البضاعة الرديئة ليس لها سوق ومستهلكون ?!! عموماً إذا كان برنامج العراب يستضيف مثل هذه النماذج ليقدم جلسات تحليل نفسي على شاشة التلفزيون فهو موفق إلى حد ما ,لا سيما أن مقدمه لا يعلق على تجاهل الضيف للأسئلة التي لا تعجبه , أما إذا كان يستضيفهم ليميز بين الغث و السمين وليضع الأعمال الفنية و الشخصيات الفاعلة فيها موضع نقاش يرتقي بذائقة المشاهدين , فهذا مالم يلامسه حتى . مسيرة انتفاخ هنيدي في برنامج العراب كانت طويلة , لذلك يجب عليه أن يتجنب الدبابيس التي افتقدها المذيع , في حوارات قادمة وفي حياته .. حتى لا نقرأ خبراً عن انفجاره . |
|