|
الثورة والمؤتمر كان أكثر من مهم لعدة أسباب: أولاً-إنه يسلط الضوء بشكل مباشر على المناطق النائية في سورية ويظهر واقعها الحقيقي فدير الزور مثلاً واجهت صعوبة باستضافة 700 مستثمر الأمر الذي أدى لحدوث خلل واشكالات في التنظيم!! وتخيل مثلاً أن دير الزور فيها فندقان خمسة نجوم وآخر أربعة نجوم وفندقان ثلاثة نجوم وهذه فقط هي فنادق المنطقة الشرقية كاملة وهي مجتمعة مخصصة لاستقبال حوالي 350 شخصاً فقط ونظراً لمضاعفة العدد الى 700 شخص فقط حدثت ارباكات في التنظيم.. وهذا يدل بشكل واضح على قصور الخدمات في المناطق النائىة التي تحتاج لمراجعة واعادة نظر وتسهيلات ومحفزات لأن ما تابعناه في دير الزور ينطبق على معظم المحافظات وهذا مؤشر أولي من النتائج الهامة لمؤتمر المنطقة الشرقية.. ثانياً- الزخم الحقوقي الذي تواجد في المؤتمر رآه ابناء المنطقة الشرقية لأول مرة فهم تعودوا على زيارات خاطفة لمسؤول أو اثنين فقط وبالمناسبات ولكن هنا جاء الفريق الحكومي بكامله وهو هدف هام تحقق للمؤتمر وهذا الأمر يعني أن المحافظات الأخرى تحتاج أىضاً لزيارات اسبوعية بهذا الحشد الحكومي حتى لا يبقى نشاط الحكومة في العاصمة فقط. ثالثاً- الهدف الثالث الهام الذي تحقق للمؤتمر هو استقطاب الكثير من المستثمرين لمعاينة المنطقة الشرقية على أرض الواقع والزخم الحكومي الذي رافق المؤتمر كان أحد اسباب تشميل 22مشروعاً مباشر لأن المستثمرين تابعوا جدية الحكومة وعملها في تنمية المنطقة الشرقية فكانوا جادين معها. وسجلوا على مشروعات متنوعة تحمل الخير لأهالي المنطقة وبهذا ندخل فعلياً في ترجمة اهداف الخطة الخمسية العاشرة التي تقضي بالتوزيع العادل للتنمية والاستثمارات بين جميع المناطق.. رابعاً- تحديد أولويات هذه المنطقة فاللجنة المنظمة وهي هيئة تخطيط الدولة عرض عليها الكثير من المشروعات لعرضها في ا لمؤتمر ولكن بعد دراسة متأنية حددت حاجة المنطقة والأولويات اللازمة لها من المشاريع التنموية وهذا يعني اننا نستطيع تحديد الأولويات اللازمة لتنمية المناطق النائية والمشروعات التي تحتاجها فعلياً بشكل مخطط ومنهجي بما يؤمن لهذه المناطق التواصل مع التنمية التي يتركز معظمها في دمشق وريفها وحلب.. خامساً- تجربة استضافة المؤتمر وضعت المسؤولين المحليين امام حقائق جديدة ينبغي العمل عليها فوراً وهي أن المناطق النائية ليس لديها الخبرات والكفاءات الكافية التي تستطيع التعامل مع هذه الاحداث الكبيرة نظراً لقلة التجارب في هذا المجال وهو أمر بغاية الأهمية يحتاج لمعالجة ومتابعة لاستضافة مؤتمرات قادمة أو حتى التعامل مع مستثمرين جدد من خلال النافذة الواحدة فالادارات المحلية تعرف طريقة التعامل مع المستثمرين من ابناء المحافظة ولكن الآن الأمر يختلف فهناك مستثمرين من مناطق ودول أخرى وهؤلاء تعودوا على رعاية خاصة . ونقاط أخرى كثيرة يمكن تسجيلها على أنها نجاح للمؤتمر لأن الهدف الاساسي هو انعقاد المؤتمر وجذب المستثمرين وهو تحقق بامتياز وما نحتاجه هو متابعة تطوير لبعض حالات الخلل أو النقص الذي رافق التنظيم بسبب حضور ضعف العدد المخطط له وعدم قدرة امكانات المحافظة على استيعابه لتستطيع المناطق النائىة مستقبلاً استقبال هذه الاحداث والنجاح فيها وهو هدف هام للتطوير. |
|