تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مقاهـــي الانترنــــت .. معرفـــــــة وحاجـــــــة وأداة ترفيـــــــــه

مجتمع
الخميس 22-10-2009م
محمد عكروش

مرحبا بالعالم السري رغم أنه علني للغاية للمراهقين الصغار الذين يتدفقون على مواقع الاتصالات الجماعية الاجتماعية على شبكة الانترنت للدردشة مع الأصدقاء والاجابة على السؤال الدائم الملح لفترة المراهقة (من أنا)؟

ورغم أن هذه المواقع على شبكة الانترنت تستهدف في الأساس من هم في العشرينات من العمر وفي الوقت الذي ينظر فيه إلى العالم الواقعي على أنه أكثر خطراً حيث يقبع خاطفو الأطفال في كل ركن على شبكة الانترنت لقضاء أوقات مع أصدقاء، والتعبير عن آمالهم وأحلامهم ويفضون بسرائرهم بصراحة عادة ما تكون مؤلمة وغالبا ما يكون ذلك دون علم آبائهم الذين لايجيدون التعامل مع التكنولوجيا.‏

وللتقرب أكثر من الحالة حاولنا رصد عالم هؤلاء وجلسنا في مقاه فوجدنا أن هذا العالم له لغته وأسراره وأساليب التعامل معه.‏

تحفظ في إدخالها للبيوت‏

وبدورنا التقينا القائم بالأعمال في قسم علم الاجتماع نهلة ياغي لتقول: لعل من أكثر الأسباب لارتياد الشباب لمقاهي الانترنت هو تحفظ كثير من الأسر تجاه ادخال الحاسب إلى البيوت وهذا ما يدفع الشباب إلى البحث عن المتعة في استخدام هذا الجهاز من خلال هذه المقاهي ومن دون رقابة ولذلك تعمد غالبية هذه المقاهي إلى توفير العديد من الخدمات لزبائنها من خلال فتح بعض المواقع المحظورة والاباحية، بهدف زيادة عدد الزبائن وبالتالي زيادة الأرباح ويضاف إلى ذلك أن قسماً كبيراً من تلك المقاهي يتحول إلى شبكات العاب.‏

دون سن العشرين‏

وتابعت ياغي بالقول: تزايد عدد تلك المقاهي في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ زيادة لا يخلو منها شارع أو حارة ومن ينظر إلى رواد تلك المقاهي يلاحظ أن معظهم من الشباب الذين هم دون سن العشرين حيث تتوفر لهم الأجواء المغرية التي تسمح لهم التعامل مع الشبكة بحرية تامة يستطيعون من خلالها الوصول إلى مواقع قد تكون أحياناً محرضة على العمل العلمي والاجتماعي وقد تكون في المقابل مشجعة على تعزيز قيم اللهو والفردية والعنف والتمييز الجنسي.‏

حالة من القلق‏

ورغم كل ذلك لابد من ضرورة تقويم عمل مقاهي الانترنت وأسباب انتشارها إذ أن إقبال الشباب عليها إقبالاً ملفتاً للانتباه لأنها تلبي حاجاتهم ورغباتهم وبالتالي فقد أدى دخول الانترنت إلى مجتمعنا إلى ايجاد حالة من القلق لدى الآباء والأمهات خوفاً مما تقذف به هذه الوسيلة وغيرها من وسائل الاتصال من رسائل متناقضة في التوجهات والأهداف وبالتالي تعكس هذه المعاناة مدى خوف الوالدين وحرصهم ولو في الحد الأدنى على حماية الأبناء من هذا الفيضان الإعلامي بما فيه من ايجابيات وسلبيات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية