تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أمام الشاشة الفضية.. صـــــراع الأســــــرة و أبنـــــــــــائهــــــا

مجتمع
الخميس 22-10-2009م
توفيق حسن محمد

في ساعات الليل القليلة و التي تجتمع فيها مع افراد الاسرة تقلب فيها أزراز التلفزيون و بثوان قليلة تنتقل من محطة إلى اخرى في هذه القرية الكونية

الصغيرة كما اجمع المهتمون على تسميتها دماء تملىء الشاشة قتلاً و تدميراً و رعباً تهرب من الاخبار و همومها إلى المسلسلات العربية لنريح بها اعصابنا فإذا بنا نقع في نفس المطب- قتل- ورعب و خيانة ومجون حتى أن الآباء و الأمهات ينظرون الى أولادهم محرجين من هكذا مناظر والتي تخدش الحياء حباً وترهب النفوس احياناً بحجة أن هذه المسلسلات تعالج الحياة الاجتماعية بجرأة فنقول لنبحث عن المسلسلات السورية لعل و عسى أن نجتمع بسهرة لطيفة و إذ بنا ايضاً نرى ما يقارب هذه الأعمال و إن كان أغلبها جميلاً ورائعاً.‏

نحن الآن لسنا بصدد النقد البناء أو الهدام كما يحلو لكتاب ومخرجي هذه الاعمال التلفزيونية ان يسموه و لكن تعرض بعض الهموم التي تعانيها بعض الأسر مع اطفالهم من هكذا أعمال التي تعتمد الاكشن و الضرب و القتل وغيرها و التي اصبحت أمراً واقعاً علينا جميعنا (إذاً أين المفر؟).‏

واللافت في ذلك أن الأطفال استساغوا هكذا أعمال و لا تستطيع منعهم من مشاهدتها و لو حاولنا بشتى الوسائل أن نقنعهم ان واقعنا الاجتماعي افضل بكثير من ذلك الذي تشاهدونه لأن المسسلسلات السورية دخلت هذا المعترك الاجتماعي و تحاول معالجة أموراً ليست من الظواهر في مجتمعنا العربي عامة والسوري على وجع الخصوص دائما هي شواذ على مجتمعاتنا العربية لان لكل قاعدة شواذاً وتهرب مرة اخرى للبحث عن الكاميرا الخفية علها ترسم البسمة على وجوهنا و لكن كيف بالله عليكم إذا كان احدهم يلبس الغوريلا مثلاً و يخرج من بين الاشجار مطلقا صوتاً ترتعد منه القلوب و ترتجف منه الاحاسيس وليس امام هذا المسكين الذي وقع عليه الاختيار إما التسمر في المكان و هو يرتجف و القفز في مسبح قريب منه رغم انه لا يعرف طريقاً فيبتل لباسه بالماء و جميع اغراضه التي في جيوبه رغم انه قد اصابه البلل قبل ذلك..؟‏

أو ان رجلاً مسترخياً هو و أولاده جالسين بأمان الله يخرج رجل من قلب المسبح و هو يلبس قناعاً مخيفاً ويزمجر رافعاً يديه يريد الانقضاض عليهم.‏

فتراه يجمع اطفاله الى صدره و يحمل منهم ما يستطيع ويركض معهم على غير هدى وربما في صورة اخرى يقع في المسبح هو أو أحد أطفاله كثيرة هي الصور المرعبة والمخجلة التي لا مجال لذكرها الآن.. انه الاستهتار بالمشاعر الانسانية و خصوصيتها إذاً مرة أخرى « اين المفر» اعذروني ليس اجمل من محطة «سبيس تون» لأنها تذكرنا قليلاً بحكايا الجدات و هيهات هيهات من الاعمال التي ذكرناها من حكاياهن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية