تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وزيرســتان .. الورطة السادسة للجيش الباكستاني   

أضواء
الخميس 22-10-2009م
تتواصل العملية الواسعة التي يقوم بها الجيش الباكستاني ضد مقاتلي حركة طالبان في منطقة وزيرستان الجبلية الوعرة والتي أسفرت حتى الان بحسب بيانات الجيش

عن سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، اضافة الى أعداد أقل في صفوف الجيش. وكانت الحكومة الباكستانية اعلنت منذ حزيران الماضي نيتها القيام بهذه العملية مباشرة بعد عملية مماثلة قام بها الجيش في منطقة وادي سوات. وقد تأجلت تلك العملية مرات عدة، لكن تسارع وتيرة الهجمات التي وقعت في البلاد منذ الخامس من هذا الشهر والتي كان بينها الهجوم على مقر قيادة الجيش قرب اسلام اباد،سرع في اتخاذ قرار بدء العملية.   ويقدر خبراء ان يستغرق الهجوم الذي يترافق مع حظر تجول غير محدود زمنيا فرض على وزيرستان الجنوبية، ما بين ستة وثمانية اسابيع، بحيث ينتهي قبل موسم الثلوج.  ‏

وتبدي حركة طالبان مقاومة شرسة لحملة الجيش الباكستاني البرية والجوية الواسعة النطاق على ولاية وزيرستان الجنوبية التي تندرج ضمن حزام قبلي يتمتع بحكم ذاتي صارم على الحدود الافغانية. وقد استغل الاف المسلحين غياب الرقابة وضعف قوى الامن التابعة للدولة لانشاء ملاذات حصينة في تلك المنطقة.‏

ورأت بعض الصحف الغربية ان العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الباكستاني حاليا في وزيرستان لا تخدم أميركا والجهود الغربية في أفغانستان لأنها لا تستهدف الأطراف التي تشكل خطرا عليهم، مشيرة الى الفروق بين عمليتي وادي سوات ووزيرستان.‏

وذكرت صحيفة كرستيان ساينس مونيتور ان العملية تستهدف المسلحين الذين شنوا هجمات في باكستان خلال الأسابيع الأخيرة، ولا تستهدف أولئك الذين يشكلون تهديدا للأميركيين في أفغانستان مشيرة الى أن أيا من الجماعات المسلحة الثلاث التي تعدها واشنطن تهديدا خطيرا للجنود الأميركيين -وفقا لقائد القوات الأميركية في أفغانستان ستانلي ماكريستال- لا تتخذ من جنوب وزيرستان مقرا لها. وبحسب هذا التصنيف فان أكبر تهديد للقوات الأميركية في أفغانستان يأتي من تيار طالبان (كويتا شورا طالبان) الموالي للملا محمد عمر والذي يعمل للسيطرة على قندهار جنوب أفغانستان واستعادة حكم طالبان للبلاد.‏

أما التهديد الثاني للقوات الأميركية فهو الشبكة التي يديرها جلال الدين حقاني ونجله سراج الدين، وهي تتخذ من شمال وزيرستان مقرا لها.‏

ووفقا لتقييم ماكريستال، فإن التهديد الثالث هو شبكة حزب قلب الدين حكمتيار المرابطة في المناطق القبلية البعيدة بالقرب من وزيرستان، وتهدف إلى التفاوض من أجل المشاركة بدور رئيسي في حكومة طالبان المستقبلية.‏

وفي ما يلي بعض الوقائع حول المناطق القبلية ذات الادارة الفيدرالية والتي تجري فيها حاليا العمليات العسكرية:‏

- يتشكل الاقليم من سبع مناطق (وكالات)وهي : باجور، خيبر، كرام، مهمند، وزيرستان الشمالية، اوراكزاي، ووزيرستان الجنوبية.‏

- اغلبية سكان تلك المناطق وعددهم اربعة ملايين هم من اثنية البشتون التي تشكل الاكثرية في افغانستان. ويرفض هؤلاء الاعتراف بخط دوراند الذي وضعه البريطانيون والذي يفصل باكستان عن افغانستان .‏

- لمنطقة الحزام القبلي ممثلون في البرلمان الباكستاني ، لكن القوانين الوطنية لاتطبق فيها الا بأمر خاص من الرئيس.‏

- تدار المنطقة القبلية بواسطة نظام الجرائم الحدودية الذي انشأه المستعمرون في الهند البريطانية عام 1901 سعيا الى اجتذاب مقاتلي البشتون الشرسين الذين قاوموا اية محاولة للاستعمار.‏

- لكل وكالة حاكم تعينه الدولة يعرف بتسمية وكيل سياسي. ويتولى زعماء قبائل ومجالس اعيان تعرف باسم «لوجيرغا» يتم تعيينهم محليا، احقاق العدالة وتطبيق القوانين والادارة المحلية.‏

- يعين الرئيس الباكستاني حاكما لولاية الحدود الشمالية الغربية يشرف كذلك على الحزام القبلي وهو مسؤول امام رئيس الدولة فقط.‏

- في خطاب له في آذار الماضي، وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما الجبال والوهاد والكهوف في المنطقة الحدودية الباكستانية بانها «اخطر مكان في العالم».‏

- يقول المسؤولون الاميركيون ان القاعدة لجأت الى الحزام القبلي بعد الاطاحة  بسلطة طالبان في افغانستان عام 2001، وانها تستخدم المنطقة حاليا قاعدة خلفية للتخطيط لهجماتها.‏

- تتخذ حركة طالبان في باكستان مقرها في وزيرستان الجنوبية بشكل خاص، مع انها تتمتع بنفوذ واسع في الوكالات السبع.‏

- يقدر عدد مقاتلي حركة طالبان في باكستان بما بين 20 الى 25 الفا في الحزام القبلي، وحوالى 10 الى 12 الفا في وزيرستان الجنوبية.‏

- يشكل الهجوم الباكستاني الجاري الحملة السادسة الكبرى التي تستهدف الحزام القبلي منذ انضمام البلاد الى الحرب الاميركية على ما يسمى بالارهاب. وقد قتل اكثر من الفي جندي باكستاني في مواجهات مع مقاتلي تلك المنطقة. وفشلت الحملات السابقة في تحقيق انجاز يذكر.‏

- تضم وزيرستان الجنوبية حوالى 600 الف نسمة، لكن المسؤولين يؤكدون فرار اكثر من 100 الف مدني منذ اب تحسبا للحملة الجارية.‏

- تشكل عشيرة محسود كبرى قبائل وزيرستان الجنوبية، تليها عشيرة وزير التي تستوطن الحدود الافغانية وتناصر الحكومة. كما وقع فصيل صغير من آل محسود اتفاق سلام مع الحكومة.‏

- احتفظ الجيش الباكستاني بمقر لواء في منطقة وانا في جنوب وزيرستان منذ عام 2004، ولكن هذا الوجود العسكري بدأ يزداد كثافة منذ حزيران من هذا العالم في المناطق القبلية.‏

وقد تجنب الجيش توجيه ضربة مباشرة للمسلحين حتى الآن، حيث كانت الخطة محاصرتهم وضربهم بالمدفعية لتليين مقاومتهم. وحسب مصادر الجيش يشارك في العملية  30 ألف جندي   مدعومين بالدبابات والمدفعية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية