تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


السودان والاستراتيجية الجديدة!!

البقعة الساخنة
الخميس 22-10-2009م
أحمد حمادة

السياسة الأميركية التي ظلت سائدة خلال السنوات الماضية تجاه السودان الشقيق كانت تقوم على التدخل السافر في شؤونه الداخلية ومحاولات تفكيكه وضرب وحدته الوطنية ،

واختلاق الأكاذيب والافتراءات حول جرائم ضد الانسانية ارتكبتها الخرطوم في دارفور ، فضلا عن جعل المحكمة الجنائية الدولية سيفا مسلطا على هذا البلد العربي لابتزازه وإخضاعه للاملاءات لتحقيق أهداف وغايات استراتيجية بات يعرفها القاصي والداني .‏

لكن الجديد اليوم في السياسة الأميركية هو اعلان واشنطن عن استراتيجية مختلفة حيال السودان قيل إنها تتضمن نقاطا ايجابية ، وإنها تتفاعل مع الخرطوم ولا تدعو الى عزلها أو محاصرتها او تهديدها بالتدخل العسكري ، مع أن التسريبات الأولية تقول بأن واشنطن لا تزال تصف الوضع في دارفور بصفات بعيدة عن الحقائق والوقائع وتستمر باستخدام تعابير «ابادة جماعية » و «مجازر» وغيرها‏

وبغض النظر عما سربته الادارة الاميركية عن هذه الاستراتيجية فإن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه هو : هل ستكون الايجابية التي تحدثت عنها واشنطن حيال السودان مجرد تصريحات هدفها تحسين صورة أميركا في العالم أم أنها نسخة طبق الأصل عن مجمل «السياسات الايجابية» حيال قضايا كثيرة لكنها ظلت حبرا على ورق على أرض الواقع ؟!‏

فالجميع يدرك أن ادارة أوباما أطلقت العديد من الاستراتيجيات الجديدة حيال القضية الفلسطينية بدءا بحل الدولتين وانتهاء بتجميد الاستيطان ، لكن التنفيذ على أرض الواقع كان مخالفا تماما حيث ظلت تحابي الكيان الاسرائيلي وتتستر على جرائمه ولم تتقدم عملية السلام خطوة واحدة لا بل شهد العالم فصولا غير مسبوقة من الضغط الاميركي على الفلسطينيين وما تقرير غولد ستون ببعيد عن الأذهان‏

وفي أفغانستان والعراق كانت السياسات الايجابية المعلنة اكثر من أن تحصى في حين كان الواقع يسير من سيىء إلى أسوأ ، أما خفض الأسلحة النووية فما زال الموضوع في ميزان التجارة السياسية والأمثلة كثيرة جدا ، فهل نتفاءل بالاستراتيجية الجديدة حيال السودان أم إن الشواهد المذكورة ستنسف تفاؤلنا ؟!. ahmadh@ureach.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية