تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مزالق غولدستون

معاً على الطريق
الخميس 22-10-2009م
 عبد النبي حجازي

لقد مزق غولدستون الصف العربي وخاصة الصف الفلسطيني وشتت الجميع (وكأن الصفوف كانت متراصة)

ألهب فؤاد نتنياهو بالغضب والتحدي والغطرسة فوضع شروطاً تعجيزية للمفاوضات (التي عصفت بمحمود عباس) وسدوداً أمام اتفاقيات السلام وهو يتكئ على الغرب وخاصة أمريكا لأنه الحارس الأمين لرعاية مصالحها.‏

عرضت إحدى الأقنية التلفزيونية منذ أيام برنامجاً(أمريكياً) عن مسابقة للأغاني شارك فيه جندي أمريكي قال إنه يغني للجنود في العراق ليرفههم، ونحن نعرف مايعانيه الجنود الأمريكيون في العراق من أمراض نفسية وعقد ومن حالات الانتحار بيد أن التكاملية الأمريكية تجند كل الوسائل المتاحة لمصلحة حروبها(التحريرية!) في القضاء على الإرهاب أو كما يقول أحد أركانها:(إن عمليات الإبادة واجب قومي وإنساني كضرب من ضروب تحديد النسل حتى لايزاحمنا على الموارد المائية والغذائية أولئك المتخلفون الذين يطلقون لأنفسهم العنان فينجبون بالملايين..) في فيتنام كانوا يعالجون مخاوف جنودهم بإرسال المغنين والفاتنات ليقيموا الحفلات ، ومما أثار الدهشة أن الكاتب الأمريكي التقدمي الشهير جون شتاينبك صاحب (عناقيد الغضب) و(رجال وفئران) كان يركب الحوامة ويطوف على الجنود يلقي عليهم الخطب يشجّعهم ويحثهم على الصبر . وإن مايلوح في الأفق أن وعود باراك أوباما وطروحاته (الخارجية) منذ الانتخابات وحتى الآن بعد تبوّئه منصب الرئاسة بحوالي تسعة أشهر ذهبت أدراج الرياح ولم يستطع ترجمة أقواله ووعوده إلى أفعال لأن كابوس رجال الفعاليات الاقتصادية والإعلامية الكبرى هم الذين يحكمون أمريكا، يغيّر الرئيس وهم ثابتون.‏

ونعود إلى (أغنية الشيطان) وإلى الشرخ بين شعوبنا وحكامنا ، فلا الشعب قادر أن يحرك ساكناً ليقلع أشواكه بيديه، ولا للحكام آراء واضحة إلا ماقاله الشاعر:‏

دع الأيام تفعل ماتشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء‏

ولقد ثبت أن الطريق الوحيد لتحرير فلسطين ومقاومة الغزو الاستعماري هو المقاومة التي لايخشاها منا سوى الجواسيس والعملاء ومن (دخلوا) بلادهم على ظهور الدبابات.‏

anhijazi@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية