تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في التيه الأميركي

البقعة الساخنة
الأحد 28-12-2014
ديب علي حسن

يبدو الاوروبيون وكأنهم اطفال في روضة مدرسية , لايعرفون من العالم الا ما يقدمه لهم المربون , وهم -الاوروبيون _ الذين يعدون انفسهم مركز الكون ومحيطه ,

ولاشيء الا من خلال نظرتهم وفلسفتهم وتوجهاتهم , اطفال وميراث استعماري أرهقهم واتعبهم ونال من مكانتهم , وكأنهم في الداخل واللاوعي يحنون الى ان يكونوا تابعين تماما كما حاولوا ان يكون العالم تابعا لهم ذات حين من الدهر , وربما يمكن للمرء ان يذهب ابعد من ذلك ويدعي انهم مصابون بالانفصام الفكري والعقلي , فهم من جهة يريدون ان يثبتوا للعالم ان القوة والمركز وبالوقت نفسه منغمسون الى حد الضياع والتيه في اتون ما تقودهم اليه الولايات المتحدة الاميركية‏

ترى هل تمارس عليهم ومعهم الولايات المتحدة لعبة التيه , وهم يدركونها ويتقبلونها ام ان سطوتها افقدتهم كل علامات وقدرات التفكير , وقادتهم الى العجز بحيث لم يعد باستطاعتهم تبني سياسات واستراتيجيات مستقلة ولو في حدودها الدنيا عن الاستراتيجية الاميركية ؟‏

في الاخبار المتواترة التي تتسرب بين الحين والاخر على شكل تقارير صحفية حول ما يدور في اروقة الاتحاد الاوروبي والهمس الدائر بين سياسييه حول ما يجري في سورية _ الحرب المجنونة التي تخاض ضدها- ثمة من يقول ان الاوروبيين تلمسوا مقدار الوهم الذي عاشوه وتابعوه , لابل دافعوا عنه , ويعرفون انهم ذهبوا ابعد من الخطأ الى الخطيئة عندما صدقوا الولايات المتحدة الاميركية فيما ادعته وقادتهم اليه حول سورية, ولكن مثل هذه التسريبات التي تظهر راس الجبل الجليدي ليست في محصلة الامر الا دليلا على عنجهية الغرب الذي لايريد ان يعترف باخطائه مهما كان الثمن الذي سيدفعه , او بالاصح ستدفعه شعوبه وليس اقلها وصول الارهاب الذي رعاه ونماه الى دياره , وتغلغل خلاياه في كل ارجاء القارة العجوز فكرا وسياسة والتابع الذي يقاد الى افخاخ يعده له من هم -كما يفترض الواقع_ تلاميذ في مدرسته وليس هو التلميذ على مقاعدهم , ولكن السؤال المر: هل الولايات المتحدة ايضا صارت من الوهن والوهم والضياع بحيث تبدو وكانها تخطب ود بعض امراء المال والنفط ,وان العالم الذي يستعيد توازنه الان رويدا رويدا وانتهاء سياسة القطب الواحد جعلت الضربة قاسية وازداد التيه وهي لعنة السوريين حلت على الجميع ؟‏

d.hasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية