|
ثقافة
«هو ليس شعراً ولكنه يشبه الشعر»، وفقاً لما قدمه المترجم والشاعر «محمد عضيمة» كتاب «مياه صغيرة» للكاتبة اليابانية (ميو مورانو)، الشاعرة التي تكتب بروح الطفلة ذات الست سنوات المليئة بالفضول والشقاوة، «ولا شيء يعنيها أكثر من وجود طفلة تحول جراحاتها إلى كنوز» كما قدمت مجموعتها. «يحتضن الطفل قطعة الثلج/ ويسرع الخطى نحو بيته/ فهو يعود بأغلى شيء/ في العالم/ تتلألأ بين يديه قطعة الثلج/ كما لو أنها أجمل شيء في العالم/من نص /أضواء الشتاء. هكذا تعبر «مورانو» عن نفسها ببساطة «كبرعم داخل قماط أبيض لا تزال نائمة»، مع تجميل ما يمكن تجميله من منغصات عاشتها منذ وفاة والدتها، كي لا تترك دمعة الحزن معلقة على ذاكرة طفولتها، هي تكتب لها وليس للقارئ/في سترتي الشتوية ثقوب فلأرتقها بخيوط ربيع/. مجموعة من نصوص الهايكو الأقرب ما يمكن لوصف الواقع بمفرداته الجريئة حيناً و الخجولة أحياناً كثيرة إن صح التعبير.. لكن لا يمكننا أن نقرأ هذه المجموعة من النصوص إلا ونأخذ وقتنا في التفكير والتحليل والتركيب، لنعود إلى قاعدة الكاتبة التي تصور حديث النفس مع النفس.. بشفافية مفرطة..! في شتاء صفي الأول الابتدائي/ وكنت تلميذة قادمة من مدرسة أخرى/ لم أستطع أن أسأل: أين المرحاض وصبرت طوال الدرس/ في النهاية لم يعد بمقدوري الاحتمال فانسللت من الصف بهدوء وفي منتصف الممر الطويل..الطويل / فاضت الأشياء وجرت في السروال الداخلي الطويل / لعل ظل الشخص الذي لمحته في نهاية الممر كان لأحد المستخدمين/. ومع ذلك هذا لا يعني بأننا لا نشعر بالألم المبطن بين الكلمات والممهور ببصمتها الأدبية الخاصة على نصوصها، التي تعتبرها مرآة لتعاستها ووحدتها وطموحها قد..يبعدها عن الكآبة حين تكتب لنقرأها. «أحب المطر» رواية عاطفية قرأتها منذ زمن بعيد / وأنا أيضاً أحب المطر/ بفضل المطر تتواصل السماء مع الأرض/ ومع البشر أيضاً / وحيدة تحت المظلة ونجوم من قطرات المطر تتلألأ في الفضاءات فضاء فضاء/حين أصغي إلى صوت المطر في السرير /أشعر وكأنني أسترجع ما قبل ولادتي. في وقت كانت تحتفي بكل ما يخص حياتها الشخصية مع القارئ لنصوصها وكأنها تريد أن تفضح أسرارها تارة لتضحكنا وتارة أخرى لنتأسف عليها. نص بعنوان «يوم خلعت ضرس عقلي» على هذه الشاكلة كانت في أعماق فمي أسنان غير مستخدمة إنها أضراس العقل / وليست مواهب العقل/ ضوء الشمس لا يصل الأسماك في أعماق البحر/ لذا اليوم أيضاً سأحتمي بالظلام /. كتبت «مورانو» في التعريف عن نفسها في الصفحات الأولى لمجموعتها» منذ أربع سنوات انتقلت إلى المشاركة في كتابة «الرينغا» يشبه «الهايكو» قصيدة محدودة الكلمات يشترك بكتابتها عدد من الناس فيما بينهم»، شارحاً المترجم الشاعر محمد عضيمة أن «الرينغا» /يشبه الزجل في بلاد الشام حيث يجتمع اثنان أو ثلاثة وأحياناً أكثر ويشرعون في الحوارات الزجلية/، بينما تعتبرها الكاتبة اكتشاف للذات وإظهار الإمكانات الشعرية الخفية عند المشارك بها لذلك أدمنت عليها. هو الحزن الهارب من تأمل الانتظار المخيم على معظم نصوص «مياه صغيرة» طباعة دار التكوين للتأليف والترجمة، والذي يترك باب الأمل مشرعا لشروق شمس جديدة، رغم تصوري لغيوم ملبدة تخنق أشعة الكلمات وإن توهجت. / ليس عندك هاتف محمول في راحة يدك / مقبض الباب وتفتح باب النوم/ أنت يا من هزه الحب الأول/ الحبيبة التي انفصلت عنها/ جددت وجهها وهي في الانتظار/ خبز بالجوز في حلم دافئ. |
|