تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في الذكرى الثانية والستين لتأسيس البعث...الانتماء والتجدد المستمر

شؤون سياسية
الأثنين 6-4-2009
نبيل فوزات نوفل

يعد تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في السابع من نيسان في ذلك اليوم الربيعي المشرق إعلاناً عن بعث أمة قررت أن تعيش رغم الداء والأعداء وأن تقاوم وتجاهد فكانت مسيرته حافلة بألوان الكفاح عامرة بالبطولات، وأثبت خلال مسيرته أصالة فكره ونضاله المتجدد والقدرة الفائقة على التفاعل مع الأحداث والاستجابة للتحديات والمتغيرات وقيادة الجماهير نحو آفاق جديدة،

فكان مساحة واسعة وخصبة من النضال فكراً وموقفاً وأداء واستطاع أن يحلل الواقع ويستشرف آفاق المستقبل فأثبت أنه حركة المستقبل العربي وطليعة النضال القومي وأنه حزب الفعل والإرادة.‏

لقد تميز البعث الخلاق بأنه واضح الرؤية والهوية والإرادة النضالية فاستعادة الحقوق والأراضي محاور أساسية في فكر البعث واستراتيجيته النضالية، فهو حزب العروبة والجماهير والتفتح حزب القضايا الاستراتيجية والمصيرية لذلك كانت فلسطين القضية المركزية لنضاله التي سخر لها كل الإمكانيات والطاقات.‏

إن البعث يتفاعل اليوم كما كان دائماً مع مسيرة التطوير والتحديث التي تعيشها البلاد وما زالت أمامه مهام كبيرة وكثيرة تقتضيها المرحلة الراهنة من تاريخنا الوطني والقومي ما يتطلب جهوداً كبيرة من المناضلين البعثيين قبل غيرهم وامتلاك العزيمة والإرادة والإيمان الصادق بمبادئ البعث وقيمه.‏

لقد اتسم البعث بخاصيتي الثبات على المبادئ وقابلية التطوير وعلى هذا الأساس تعزز دور سورية القومي وحضورها المميز في معركة العرب القومية من أجل التحرير والتنمية والنهضة.‏

ومنذ ولادته في السابع من نيسان 1947 وهو يحمل هم الجماهير العربية وآلامها ومن خلال نضاله العتيد الصلب خط آمالها وطموحاتها ولم تثنه عن ذلك وعورة الطريق أو كثرة الأعداء أو شدة أو تنوع المتآمرين والعملاء.‏

واجه الخصوم فرادى وقاتلهم مجتمعين، تحدى مخططات الأعداء وأفشلها، بعث في الروح العربية القيم النضالية وأحيا في النفس العربية آمالاً كانت محبطة وأذكى الوجدان العربي بروح التحرر والثورة فاستحق عن جدارة أن يكون منارة المناضلين العرب، ونبرساً لكل القوى والأحزاب الوطنية والتقدمية في الوطن العربي، منه استلهمت جل مبادئها ومن خلال نضاله وسمت معظم أهدافها وتطلعاتها لذلك كان البعث يزداد قوة وشباباً كلما زاد عمراً.‏

إن البعثيين وهم يقفون الآن في رحاب ذكرى ميلاد حزبهم العظيم يكثفون في وقفتهم هذه روعة الميلاد ومشوار النضال الزاخر لتنظيمهم الثوري، يرصدون بعين الثائر المتحرر ويقين العربي المؤمن بالانبعاث الشامل لحركة الواقع بكل ما فيه من قسوة وبكل ما يحمله من مهمات نضالية صعبة ومتشعبة ومن ذلك يصوغون ملامح المستقبل إن البعث تميز بالأصالة والتفتيح في وقت واحد لم يستورد ولم يبتدع فكراً، لم ينغلق إلى حد الخصوصية ومن بعض خصائصه أنه الحركة المتطورة والمتجددة وما دام البعث حركة الإنسان والتاريخ معاً فلا بد أن يكون كذلك وأكثر ما يكون البعث روعة عبر خصائصه كان مع الحركة التصحيحية المباركة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد، حيث البعث ثورة تقدمية زمانها التاريخ العربي بكل مراحله ومكانها الأرض العربية في كل بقاعها.‏

لقد زرع فينا القائد الخالد حافظ الأسد حب التضحية والفداء، فكانت مدرسة الشهادة والشهداء ، علمنا أن العروبة مقدسة لا يمكن المساس بها، زرع فينا إرادة التحدي تحدي الواقع والتغلب عليه والابتعاد عن وهم الضعف الذي أرادوا أن نعيش فيه، علمنا قائد البعث الخالد أن نقرأ الواقع ونطوعه لمصلحة إرادة ومصالح الشعب.‏

واليوم وفي ظل سيادة الرئيس بشار الأسد أصبح الوطن مسيجاً بقائد عظيم، على يديه ينقدح شرر اللهب القدسي لديه النخوة رجولة والإقدام شجاعة والبذل عطاء والمكرمة صفح والرعاية هدف والمسلك إلى الخير غاية.‏

في ذكرى ميلاد البعث يشمخ الوطن كالطود الصلب، كالسنديان ويطل علينا الرئيس بشار الأسد بطلاً يعاند الريح ولايحني قامته للريح، ينحت من صخور الوطن قلعة لا أصلد ويبني لنا من حجارة الوطن لا أجمل ولا أقوى ولا أغنى، إنه اليوم في حالة إشراق متجدد وبزوغ مستمر في سماء الوطن تلك السماء التي ازدهت بالورود والرياحين وأصبح يرتقي معارج المجد في بواكير الصباح وها هي إنجازاته ومواقفه تشهد، تزيد الوطن قوة ومنعة وتطوراً وتحديثاً، ومواقفه القومية كالنجم الساطع في سماء الأمة، فكل عام وحزبنا وقائدنا السيد الرئيس بشار الأسد بألف خير.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية