|
آراء وفي اليوم الثاني أخرجنا المدير وحقق معنا وعاقب وقرّع، وبعد ذلك صار طريقنا إلى المدرسة ذهاباً وإياباً آمناً ومريحاً.. وأيضاً وكما هي العادة ممتعاً! إن ما فعله هذا الرجل حين أخبر المدرسة، إنما هو إعلام! وبواسطة هذا «الإعلام» أوقف الشر والأذى وأعاد الراحة والأمان. ذلك أن الإعلام ليس مثل الضوء الكاشف الذي يضيء على حقيقة أو حادثة أو خطر وحسب، وإنما الإعلام يضيء ويكشف لينقل المعلومة والمعلومات، ليس إلى مكان أو أمكنة وحسب، وإنما إلى كل مكان حوله وفي المنطقة والعالم، مثل هبة الريح لها أن تذهب إلى حيث تشاء وتتوزع وتختلط ثم يتنفسها من يشاء، الأمر الذي يجعل للإعلام هذا الدور الأمني والإنساني فضلاً عن دوره في تعميم المعرفة والإطلاع. والإعلام، وخاصة حين يكون سليماً وصحيحاً، تشبه أهميته إلى حد كبير أهمية الشمس من حيث السطوع وليس الرؤية وحسب، ومن حيث الإنضاج وليس الدفء وحسب. فالشمس كما نعلم هي التي تمنح الحياة واستمرار النمو في النسغ البشرية والحيوانية والنباتية، ولولاها ولولا ضوؤها لمات كل شيء على الأرض وماتت كل المخلوقات وبكل أنواعها حتى السمك في البحار وكل حيوانات البحار ومخلوقاتها تنتظر الشمس لكي تستمر في الحياة! وأنا لا أبالغ وأقول: إن الإعلام مثل الشمس لولاه لماتت الأشياء، ولكنني أقول: لولاه لماتت الحقائق والحقوق.. وتعالوا معنا نعود إلى الوراء قليلاً حيث كان دور الإعلام في العالم ضعيفاً كيف كنا نعيش، وإلى الوراء أكثر حيث لم يكن يوجد الإعلام الورقي والتقني الكاشف كيف كان الإنسان يعيش وكيف كانت الإنسانية تعيش؟! وكيف أن الكشف الإعلامي منذ بداياته بدأ يوزع أكثر وأكثر المعلومات وبالتالي تتشكل ردود الفعل العامة ضد المجازر والاعتداءات أو أي خطأ أو تجاوز وتبدأ الضغوطات الاجتماعية والسياسية تأخذ دورها في المواجهة وفرض الحلول.. والحقوق! وإذا خرجنا من مشابهة الشمس لندخل في عكسها ألا وهي الظلمة والعتمة... سواء في الحياة أم النفوس. فمن المؤكد أننا سنصل إلى الرطوبة والعفن.. وانظر بالتالي ما الذي سينمو ويتكاثر في غياب الشمس، والكشف والإضاءة والإعلام؟! فإذا كانت البشرية قد وضعت وتواضعت على أن يكون لكل شيء تحبه وهام في حياتها يوم خاص تحتفل به كل عام فلماذا لا يكون، وهنا النصيحة، لهذا الإعلام وبكل ما أسلفناه عنه من فوائد وأهمية يوم خاص به في العام هو يوم «الإعلامي» وخاصة أن الإعلام قد يشمل أكثر مما أسلفنا، وهو ما نسميه عادة - الأمانة الصحفية - أي أنك تضطر، وكما يفعل الطبيب في الحروب فيعالج أسيراً كان يقتل شعبه، إلى نشر الحقائق الصحيحة، ومهما كانت، حتى عن عدوك. |
|