|
آراء لكن سرعان ما تصعق المشاهدين حين تعترف بكل فخر واعتزاز أنها زعيمة تنظيم نسائي عنفي يؤمن بالعنف، يضم أكثر من ثمانين امرأة في العراق وبأنها نظمت وأشرفت على تنفيذ ثلاثين تفجيراً انتحارياً قامت به نساء انتحاريات وبعضهن أمهات!! سميرة لا تقبل بتهمة أنها زعيمة تنظيم نسائي إرهابي، تنفي صفة الإرهاب وتستبدلها بحق المرأة في المقاومة والمساواة مع الرجل! أعتقد أنه من الصعب جداً الجمع بين مفهوم العنف ومفهوم الأنوثة بل أؤمن أنهما صفتان متعاكستان، فالعنف الجسدي والقسوة عكس الأمومة والأنوثة، وليس باطلاً ارتباط مفاهيم الحنان والرقة والتسامح والحب والسلام عبر التاريخ مع النساء وليس باطلاً أن ثمة مهناً تبرع بها النساء مثل التمريض ورعاية الأطفال، والمرشدات الاجتماعيات وهي مهن تعتمد أساساً على ما تملكه المرأة من مخزون عال من الحنان والعاطفة والحب والرقة. لا أعراف أي ظروف فظيعة تدفع بامرأة مثل سميرة جاسم لتتبنى العنف أسلوباً وإيماناً وقضية في الحياة! ولتؤسس وتتزعم تنظيماً إرهابياً نسائياً صرفاً! لا أعرف كيف تشعر وهي تخطط وتدفع امرأة تلو أخرى لتفجير نفسها! غيرمبالية بالأطفال الذين سيحرمون من أمهاتهم، لعلها تحس بنشوة المنافسة مع الرجل في الإجرام والعنف، لعلها تؤمن بمساواة من نوع خاص، وهي المساواة مع الرجل في الجريمة لعل العنف هو الخيار الوحيد المتبقي لامرأة يائسة حتى النخاع ولامرأة حشرتها ظروف وحشية في زاوية وجعلت العنف هو الأسلوب الوحيد لتحقيق ذاتها وللتفريغ عن إحساسها بالقهر والظلم والانتهاك. لا يمكننا الإنكار أننا نعيش في عصر صار فيه العنف ثقافة والمرأة مثلها مثل الرجل تتأثر بتلك الثقافة العنفية، بل لعلها تخضع لعنف مضاعف، العنف الأول هو العنف المفروض عليها من واقع بلادها، فسميرة امرأة عراقية من محافظة ديالا، عانت من دكتاتورية نظام صدام حسين، وعانت من الاحتلال الأميركي للعراق ووجدت العنف هو أسلوب الحياة في بلد يغرق في الدم، ويصحو ويغفو على عمليات انتحارية وتفجيرات تقتل آلاف الأبرياء.. أضيف لهذا العنف المفروض على سميرة عنفاً من نوع آخر هو سيادة الرجل على المرأة، بما تعني هذه السيادة من ممارسة عنف معنوي وجسدي أيضاً تحولت سميرة جاسم وكثيرات غيرها رغماً عنهن إلى كائنات مسممة بالقهر خسرن إنسانيتهن قبل أن يخسرن أنوثتهن تشوهن وما عدن قادرات على فهم نظرة طفل حزين ومتألم وخائف لأن أمه فضلت أن تفجر نفسها وتحوله إلى قنابل تخرب هنا وهناك بدل أن تحتضن طفلها لينمو في جنان حنانها وحبها وأمومتها. تقول سميرة للمشاهدين إن المقاومة لم تعد حكراً على الرجال بل على النساء أن يجدن طريقتهن في المقاومة ملعونة هذه المساواة مع الرجل .. مساواة العنف والجريمة والعمليات الانتحارية. إن ثقافة العنف لا تميز ذكراً عن أنثى لأن العنف يصهر الجنسين في بوتقة الجنون واللا إنسانية والإجرام ، ظاهرة العنف أصبحت سمة عصرنا وهي ظاهرة عالمية تهدد أمن المجتمع وتثير قلق وفزع علماء الاجتماع والأطباء النفسانيين، وقد بدأت بعض المجتمعات ترسخ وتؤسس لثقافة ضد العنف تدّرس في المدارس وتناقش في برامج تلفزيونية عديدة، وأظن أن المجتمعات العربية أكثر ما تحتاج لترسيخ ثقافة ضد العنف كي لا ينجرف المزيد من النساء والأطفال والشبان إلى جحيم العنف المدمر الذي يتخذ الموت شعاراً وحياة!. |
|